محسن بلعباس : « سأقف في وجه كل من يحمل فكرا شموليا و لو كان اسمه : الإرسيدي »

رئيس الإرسيدي، محسن بلعباس، لا يمضغ كلامه قبل النطق بما يدور في خلده من قناعات سياسية . و ما يُحسب للرجل و ليس عليه أنّه يتّخذ من رنّة الصدق وزنا. و هذا ما لمسه الحضور في الندوة الصحفية التي نظمت اليوم في مقر الإرسيدي من قبل قوى البديل الديمقراطي التي أتت لطرح مبادرة سياسية جديدة لإخراج الجزائر بلدا و شعبا من المأزق السياسي الذي وصلت إليه بسبب تعنت النظام المتآكل.

و قال محسن بلعباس عن موقف الإرسيدي في 1992 لصالح إيقاف المسار الانتخابي أنّه موقف وطني تاريخي جريئ. و أضاف قائلا : « يومها صرّح بعض مسؤولي الحزب الفائز في الانتخابات أنهم لن يسمحوا بأي انتخابات مستقبلا لأن الانتخابات ميكانيزم يتعارض و مبادئ الشريعة الاسلامية. الإرسيدي الذي يناضل من أجل الحريات و الاختيار الحر للحكام لا يمكنه القبول بجر الجزائر نحو هذه الانزلاقات الشمولية الخطيرة. و اليوم أؤكّد لكم أنّني إذا لمست في الإرسيدي، الأفافاس، حمس أو أي حزب آخر نفس هذه النزعة الشمولية، سأكون في الصفوف الأمامية لمنعه من الوصول إلى مراكز اتخاذ هذه القرارات الخطيرة ».

و عن موقف الإرسيدي من الجيش، أكّد رئيس الإرسيدي للنظرة الإيجابية للحزب حول الجيش كمؤسسة دستورية و وطنية تحتاج لها البلاد كقوة حامية لسلامة ترابها و أمن شعبها. و يوضّح رئيس الإرسيدي أن « المشكلة ليست في الجيش الذي يزخر بامكانيات هائلة و يتمتع باحترامنا كطبقة سياسية و كشعب، و لكن في نائب وزير الدفاع الذي يمنح لنفسه حقوقا سياسية خرقا لكل قوانين البلد و أحكام دستوره. المشكلة في نائب وزير الدفاع الذي يتشبّث بقيادة أركان الجيش و هو في أرذل العمر، في وقت يعجّ فيه الجيش الوطني الشعبي  بإطارات شبانية متعلمّة و قادرة على رفع تحديات العصر »

و يضيف القيادي الشاب محسن بلعباس قائلا : « عندما نطالب الجيش بالبقاء على منآى من التجاذبات السياسية و بضرورة تشبيب القيادة العسكرية، فنحن نساهم في حماية الجيش من الزج به في مواقف حرجة هو في غنى عنها. كل شعوب العالم تتطلع لاحتراز جيش قوي، شاب و منسجم مع وقته. و هو أيضا تطلّعنا كقوة سياسية و كجزء من هذا الشعب السيد. إنه لمن المخجل أن يرى العالم على رأس جيشنا الباسل شيخا مكانه الحقيقي بين المتقاعدين كما ينص عليه قانون 2006 . و نحن نقول هذا، لم نبتدع شيئا. إنها سُنّة من سنن الحياة : لكل وقته و لكل مقامه ».

نبيلة براهم