شكّك رئيس التجمّع من أجل الثقافة و الديمقراطية، محسن بلعباس، في أن تكون رغبة تأجيل الرئاسيات نابعة من عبد العزيز بوتفليقة. ” إنّ عدم إحترام المواعيد الدستورية مؤشر سلبي على حالة عدم الاستقرار السياسي و هو أمر لا يتطابق مع مقاربة الرئيس التي عهدناها منذ تولّيه زمام الحكم في 1999. و المعروف أيضا عن بوتفليقة أنه يغضّ البصر عن الوضعية الكارثية التي تقلق الشركاء و المراقبين. فكلّ ما يهمّه هو إجراء الإنتخابات في مواعيدها لأن إحترام الرزنامة الإنتخابية في نظر عبد العزيز بوتفليقة مؤشر قوي على استقرار المؤسسات الذي طالما روّج له في كامل عهداته و في جلّ خطاباته”، يوضح محسن بلعباس في حديث خصّ به، اليوم، يومية ليبرتي.
و صرّح رئيس الإرسيدي في ذات الحديث أنه لا يشارك خيار تأجيل الرئاسيات الذي يحمل في ثناياه معضلتين أساسيتين.” فمن حيث الشكل، لا يمكن تبرير التأجيل قانونيا. و من حيث المضمون، فإن التأجيل يفتح المجال واسعا للسلطة الحالية كي تسيّر البلد بدون أي سند قانوني و لمدّة زمنيّة يصعب التحكّم في آجالها”، يفسّر رئيس الإرسيدي.
الحلّ الحقيقي يكمن في الاتّفاق على مرحلة انتقالية
وحسب التحليل الذي قدّمه رئيس الإرسيدي، فإن تأجيل الرئاسيات هو تأزيم أكبر للوضع الكارثي المعاش و أن الحل الحقيقي القادر على تجاوز الأزمة الراهنة يكمن في التفاهم على مرجلة انتقالية أساسها تبنّي أولويات يُتّفق عليها و وضع رزنامة انتخابية محدّدة المواعيد و المصادقة على دفتر شروط يحدّد بالتدقيق القواعد الديمقراطية التي يجب ان يرتكز عليها كلّ المتنافسين دون استثناء.
أمياس مدور