محاضرة فرحات مهني : هذا كلّ ما حصل بالضبط في جامعة تيزي وزو

ألقى فرحات مهني، زعيم حركة الماك الإنفصاليّة، محاضرة عبر تقنية السكايب على طلبة جامعة مولود معمري. و كما كان منتظرا، قامت جحافل من الساهرين على جعل من كل حبّة في منطقة القبائل قبّة، بفتح نيران الشتائم على المنطقة بأكملها.

و كلّ ما حصل لم يتعدى تنظيم محاضرة من سلسة محاضرات فكريّة يلقيها بالتناوب عدد من الفاعلين السياسيين و الاجتماعيين على طلبة جامعيين لهم من المؤهلات العلمية ما يسمح لهم بتلقي و نقاش أي فكرة.

لجنة الطلبة الساهرة على برمجة المحاضرات احترمت تقاليد جامعة تيزي وزو الرائدة في إدارة النقاشات السياسية بلا تمييز و لا إقصاء و لا انتقائية. شعار الجامعة منذ 1980 هو الكلمة للجميع و احترام الرأي الآخر عقيدة.

ألقى فرحات مهني محاضرته. استمع له الطلبة بكل احترام ثمّ ناقشوه في كل صغيرة و كبيرة بطريقة محترمة و راقيّة. معظم الطلبة المتدخّلين دافعوا عن مبدأ الوحدة الوطنية  و فكّكوا بحضور زعيم الماك عبر السكايب كلّ منطلقاته الفكريّة. و انتهت المحاضرة كما بدأت، في سلام و هناء و احترام متبادل.

إن الذين يركبون المتاريس الافتراضية لدفع طلبة جامعة تيزي وزو نحو المواجهة مع طلبة آخرين اختاروا الانخراط في الماك، يريدونها خرابا و دما على المنطقة. لا يهمّهم شيئ غير وضع المنطقة على فوهة البركان و تفحيمها. طلبة جامعة تيزي وزو تفطنوا للمخطّط و المقاصد و أخذوا القرار الصائب بفتح الفضاء للجميع.

حاضر فرحات مهني ما تيسّر له من وقت. سمع الطلبة له و ناقشوه بكل حرية. و افترق الجميع بكل سلمية في انتضار محاضرات أخرى ، حول مواضيع أخرى و من منطلقات فكرية أخرى. هذه هي جامعة تيزي وزو، صرح النقاش الحر و الديمقراطية الحقيقية. و من أرادها قمعا و إقصاءا ، فجامعة تيزي وزو، بقدر ما تتّسع لكل الأفكار، بقدر ما تضيق بمثل هكذا فاشية.

أرزقي لونيس