شيء ما يُطبخ وراء الجدران. خرجة الجنرال خالد نزار الأخيرة ضد قائد الأركان، و في هذا الضرف بالذات، ليست أنشودة كشّاف في مخيّم صيفي. هل هيّ مؤشّر على تحرّك موازين قوى في قيادة أركان الجيش أم مجرّد ردّة فعل شخصيّة على قرار قد تمّ اتخاذه في حقه داخل أسوار ” الخرساء الكبرى” ؟
غرّد اللواء المتقاعد خالد نزار أمس الإثنين في حساب تويتر أن « الحراك أدى ببوتفليقة إلى الإستيقالة. السلطة إختطفت و بقوة. و الدستور إغتصب بفضل تعليمات غير شرعية. الجزائر رهينة بين أيدي إنسان عنيف، كان مساندا للعهدة الرابعة و الخامسة. يجب توقيف هذه المعاملات. البلد في خطر».
خرجة خالد نزار أتت بعد أكثر من شهرين عسل مع قائد الأركان. العلاقة بين الرجلين عرفت تناغما بعد ادلاء نزار لشهادته أمام المحكمة العسكرية عن فحوى مكالماته مع أخ الرئيس المخلوع، سعيد بوتفليقة. و حضي نزار يومها باستقبال حسن لدى المحكمة العسكرية تليق بصفة المدعويين كشهود، عكس الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، التي أودعت الحبس الإحتياطي.
و تجلّى تفاهم الرجلين، نزار و قايد صالح، في عودة موقع ” ألجيري باتريوتيك” إلى الشبكة العنكبوتية بعد ساعات من توقيفه من قبل المساهمين فيه تجنبا لأي صدام مع قيادة الأركان. و فوجئ قراء ” ألجيري باتريوتيك” المملوك لنجل خالد نزار بتغيّر الخط الافتتاحي للموقع و تجنّبه الخوض عكس تيار رئيس الأركان. و من جهته، التزم خالد نزار، طول هذه المدّة، الصمت رغم تسجيل الكثير من الأحداث و أبرزها اعتقال المجاهد بورقعة، انتهاج سياسة الأرض المحروقة على أمازيغ الجزائر، دخول البلاد في حالة اللادستور و تصاعد تهديدات قايد صالح للشعب و تخوينه بسبب رفضه الدولة العسكريّة.
إن تغريدة خالد نزار الذي يصف رئيس الأركان بغتة ب”العنيف” إشارة إلى شيئ ما قد يحدث في الأيام المقبلة. هل هي نهاية الفريق قايد صالح على رأس قيادة الأركان بعد فشل كل خططه في انقاذ ما تبقى من النظام المتهاوي ؟ أم هي مجرّد ردّة فعل جنرال متقاعد وصلته أخبار عن قرار ما قد اتّخذ في حقّه ؟ الشيئ المؤكّد في جمهورية العساكر، لا تتجادل الجنرالات علنا من غير أن تكون هناك طبخة ما فوق الطاولة. فلننتظر ما تأتي به الساعات.
أمياس مدور