تعيش الغابون حالة من الانفلات والغموض وسط اشاعات و شكوك حول حالة الرئيس علي بونغو أونديمبا الصحيّة، الذي توجه إلى السعودية في 24 أكتوبر الماضي عندما تعرض للأزمة الصحية ونقل الى المستشفى في الرياض حيث عولج لأكثر من شهر قبل نقله إلى الرباط حيث يتماثل فيها للشفاء.
و مع اقتراب ليلة رأس السنة، ازدادت حالة الريب عند الطبقة السياسية الغابونية في قدرة الرئيس الصحية في إلقاء الخطاب السنوي المعتاد. مصادر رئاسية تقول أن الرئيس أونديمبا سيلقي خطابه السنوي في وقته، في حين ترى المعارضة السياسية و على رأسها النائب المعارض ألكسندر بارو شامبرييه، رئيس حزب تجمّع التراث والحداثة، أن تدهور صحة الرئيس يعرقل عمل المؤسسات السياسية والإدارية والاجتماعية في البلاد، ويعطل تنفيذ الإجراءات الدستورية. و طالبت المعارضة ببعث فرقة طبية لمعاينة حالة الرئيس الصحية خاصة أنه لم يدلي بأي تصريح أثناء زيارة بعض المسؤولين له في المغرب.
و قد أعلنت المحكمة الدستورية في منتصف نوفمبر حالة “عدم التوافر” المؤقت لرئيس البلاد، ناقلةً بذلك صلاحياته إلى نائب الرئيس وهو ما رفضته المعارضة معتبرة أنه “انقلاب دستوري”، فيما يطالب العديد من قادة المعارضة بذهاب فريق طبي إلى الرباط لتقييم الوضع الصحي للرئيس ومدى قدرته على متابعة مهامه، وفي حال تبيّن أنه عاجز عن ذلك، يصبح من الضروري إعلان حالة الشغور الرئاسي.
فهل تأخذ الغابون نفس مسار الجزائر التي يحكمها رئيس لم يتكلم لشعبه منذ سنوات و قادم على عهدة جديدة يرسم ملامحها أطراف مشكوك في أمرها ؟ أم أن للمعارضة الغابونية و الشعب قولا آخرا إن ثبت عجز رئيسهم عن مخاطبتهم عشية 31 ديسمبر ؟
عبد الحميد عايب