لم تعد تسلّي أحدا، يا سلّال

لمن تقرأ زبورك يا سلال عندما تقول أمام جمع من الفلاحين ، حشدتهم مقابل وعود كاذبة بإعطاءهم كمّا من المساعدات عن كل تصفيقة، أن بوتفليقة ترشّح لاستكمال بناء الدولة ؟ فعن أي دولة تتحدّث يا سلّال ؟

عن تلك التي أغلقت البرلمان بالسلاسل لكسر شوكة القوانين ؟ أم تلك التي تغرق البلاد بحمولات الكوكايين ؟ أم تلك التي زيّفت ملفات المجاهدين ؟ أم تلك التي أهدرت ألف مليار دولار و رشّحتنا لمنصب الشحّاتين ؟

إنّك يا سلّال تعشق التسلّل من الحقائق الدامغة و تحاول دوما و عبثا أن تولج الجمل في سم الخياط. ولكنّنا لم نعد في ذاك الزمن الذي كنت تعد فيه شباب الجزائر ببرامج دعم الزواج. فوقت المزاح قد ولّى و خزينتا الوطنيّة التي لعبتم بها قد أفلست. و ليس لنا قلب يتّسع للهراءات و لا استعداد نفسي لمتابعة المسرحيات. و خرجاتك البهلوانيّة لم تعد تسلّي أحدا يا سلّال.

الحكم لا يليق بكم كما لا تليق بالجزائر استمرارية سياستكم المفلسة. سمع الشعب خطاباتكم الكاذبة حتى الثمالة، ولمدة 57 سنة. فهل تعي يا سلال ما تعنيه 57 سنة من الهراء و استنزاف الخيرات و سلب الحريات ؟ إنّها عِشرة أجيال بأكملها، أهلكتم فيها  الحرث و  حرفتم التاريخ و  كسّرتم الطموحات و أغرقتم المواطنين في دمائهم و دفعتم بالشباب إلى بحر الموت و مستنقعات العنف و شبكات المخدرات. فتّتم الحجر و أحرقتم الشجر و جعلتم البلد في خطر. قبلة الثوار، أصبحت بتواطئكم وجهة شبكات التهريب. الجزائر البيضاء اسودّ حاضرها بوصول البودرة البيضاء.

معكم لن يبقى للجزائر أمل. و بوجودكم، لن يصلح أي عمل. لأنكم ، و بكل بساطة، أنتم الفشل.

أمياس مدور