للتاريخ أهله و للشهامة رجالها

أسقط الجزائريون ورقة الفتنة التي خرجت من أهم ما تبقّى من أغصان شجرة الفساد و لم يتركوها تلقي بضلالها على الثورة الشعبية المباركة. لقد أعطت جمعة الأخوّة الضمانات الكافية أن الثورة الشعبية في أمان و لن تهزّها رياح النظام و إن كانت بقوة عاصفة كاترينا.

من مشريّة الأبيّة إلى عنابة العصيّة، و من سطيف العالي إلى تيارت الخيّالة، مسيرة واحدة و شعار واحد : ” الأمازيغ خاوتنا ، و القايد خاننا “.

لقد بيّن تلاحم الشعب  و اعتصامه بحبل ثورة 22 فيفري أن قائد الأركان ضاع في مناوراته و ضيّع وقته في خطابات جوفاء و يريد تضييع فرصة التغيير التاريخية للجزائر.

كان ممكنا لقائد الأركان أن يدخل التاريخ الوطني من بابه الواسع بفتح الطريق للشعب السيد كي يقرّر مصيره بنفسه. كان بامكانه أن يتسلّح بالشجاعة و يغسل عظامه من الفساد الذي غرق فيه و زمرته بتوبة نصوح ختامها تسليم مقاليد الحكم للجزائريين المتعطشين لنور الحرية. و لكن ما باليد حيلة لأنّ للتاريخ أهله و للشهامة رجالها.

أمياس مدور