كل المؤشرات الميدانية ترجّح إلغاء الرئاسيات و فشل مشروع بعث النظام يفرض رحيل رئيس الأركان

حملة تغليط الرأي العام الوطني التي يقودها العناصر الخمسة التي رشحتها قيادة الأركان بدأت بالمهازل و المسخرة.

الاسلاموي عبد القادر بن قرينة يمر في رحلته البهلوانية التي قادته من العاصمة إلى بومرداس على أكثر من أربعين مسجد و لكنه فضل الصلاة على الرصيف بمحاذاة مجرى عفن. لا يهم عند بن قرينة نجاسة المكان بقدر ما يعنيه المتاجرة بالدين من أجل كسب أصوات من يعشق الشكليات السلفية.

عبد المجيد تبون، رجل الجنرالات المدلل، يبدأ حملته من الجنوب. في أدرار و بشار، يضع عبد المجيد عباءة ” البابا نوال ” و يوزع في أزقة الجنوب قطع البسكوت و قارورات العصير على شرذمة الأفلان و الأرندي و يتمتع بمشاهدتها تتدافع لتلتقط تحت رجليه ما يبعثر من “خيرات ” تماما كما تفعل وفود الإغاثة الدولية في قرى و مداشر أثيوبيا ايام المجاعة الفتّاكة.

علي بن فليس تطارده لعنة الثوار أينما وضع قدميه. في تلمسان و المدية، قابله الشعب بشعار ” لا انتخابات يا خونة “. في قاعات شبه فارغة، يحاول جاهدا بيع مشروعه للشرذمة التي ما زالت تحلم باستمرار نظام الريع.

عبد العزيز بلعيد و عز الدين ميهوبي وجدا ضالتهما في مجاسة الموتى و التضرع للأولياء الصالحين بعدما لم يجدا أذنا حية تصغي لهما.

في ظل النكسة التي أصابت معسكر الرئاسيين، تعرف جبهة الثورة الشعبية حيوية لا مثيل لها. في عدة بلديات أخذ المواطنون قرارا سياديا بغلق مقرات البلديات لمنع أي مدّ لوجيستي للعملية الانتخابية. مساحات النقاش الديمقراطي توسعت بصورة واضحة. المسيرات الطلابية و الشعبية تعرف تعبئة متزايدة. و كل شيئ يلوّح إلى التصعيد في الأيام المقبلة. و كل شيء يقول أن الانتخابات الرئاسية مشروع فاشل و غير قابل للتنفيذ.

الملاحظون السياسيون يجمعون أن قرار الغاء الرئاسيات مسألة أيام  و مصير قائد الأركان في المزاد. فلا شيء يبرر بقاءه في سدة حكم المؤسسة العسكرية بعد فشل كل مخططه الرامي إلى بعث النظام و تقطّع كل الأوصال بينه كرمز من رموز النظام البائد و الشعب الثائر.

شعبان بوعلي