لم يبقى شيئ يبعث الأمل في بلد المليون و النصف مليون شهيد. كلّ شيئ فيه نخر. عشرية سوداء و عشريتين عجاف أتت على الأخضر قبل اليابس. أمل العيش فيه ، أتت عليه نار التعجرف و التسلط و الإضطهاد من كل جانب. شباب الجزائر يأكله البحر كلّ ليلة و يقول هل من مزيد.
لم نقل هذا من باب إحباط العزائم و لكنّها الحقيقة بكلّ علقمها.
أيّ أمل في بلد يصدّر شبابه في زوارق هشّة و يستورد قمامات أوربا في بواخر من طراز عالي ؟ أيّ أمل في بلد يحرّك ترسانته القضائية و الجمركيّة ضد مستثمر أراد أن يلقي خشبة إنقاذ لشباب يرمي بنفسه في موجات بحر هائج ؟ أي أمل في بلد يقفل أبواب المؤسسات بالسلاسل و يفتح أبواب الزنزانات لصحافيين و حقوقيين يُقتادون إليها و أيديهم و ارجلهم مربوطة، هي ايضا، بالسلاسل ؟ أيّ أمل في بلد لا نسمع في لياليه إلا صراخ أمهات الحراقة و لا نرى في فجره إلاّ ضلال رجال يتسارعون إلى أبواب البقالة لعلّهم يُرزَقون بكيس حليب أو ما يشبه الحليب ؟
أمل الجزائر قتلتموه يا أهل الفخامة و المعالي و قرأتم عليه فاتحة الوداع.
أمياس مدور