خرج الحشد الجماهيري في كل ربوع الجزائر و بأعداد كبيرة للتعبير عن صموده أمام الثورة المضادة التي تديرها السلطة الفعلية قصد كسر إرادة الشعب و دفعه نحو العدول عن مطلب التغيير الجذري للنظام. و رفع الجزائريون و الجزائريات في كل كل شوارع كبريات المدن شعارات مندّدة بموقف رئيس الأركان الرافض لمطلب المرحلة الانتقالية و بمناورات لجنة الحوار و الوساطة الرامية لجمع أشلاء النظام البائس و إضعاف الحراك الشعبي السائر في طريق اسقاط كل رموز النظام الذي عثى في البلاد فسادا منذ 1962.
و ككل جمعة، أغلقت وحدات الدرك الوطني أهم المنافذ المؤدّية للعاصمة لعزل الواجهة السياسية للبلاد عن مواطني الولايات المجاورة.
و نال كل من عبد القادر بن صالح، رئيس الدولة، قايد صالح، رئيس الأركان، و كريم يونس، منسق هيئة الدفاع، قسطهم من الشعارات المنادية برحيلهم من المشهد السياسي الوطني و كفّهم عن تجاهل مطلب الشعب الرئيسي و المتمثل في رحيل النظام و الدخول في مرحلة سياسية مؤسسة لجمهورية جديدة اجتماعية ، حرة و عادلة. كما ركّز المتظاهرون في مطابلهم على ضرورة اطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
و رغم تزايد عدد المتظاهرين من جمعة لأخرى مع اقتراب انتهاء موسم العطلة و الحرارة، بقيّت وسائل الإعلام الثقيلة المملوكة لرجال الأوليغارشية و كذلك القنوات العمومية التابعة للدولة تتجاهل الحدث و تركّز في كل نشراتها و حصصها على نشاطات الحكومة الغير شرعية و مناورات لجنة الحوار من أجل الرئاسيات.
نبيلة براهم



