ورقة عزل العاصمة عن الثورة الشعبية التي رفعها قايد صالح سقطت إلى الحضيض. مئات الآلاف من العاصميين خرجوا إلى الشوارع و الساحات بشعارات أكثر حدة و وقع لتذكير قيادة الأركان أن الثورة الديمقراطية الحالية هي ثورة شعب بأكمله.
إن خروج العاصميين بهذا الزخم الكبير حرّر شهادة وفاة مشروع الانتخابات الرئاسية. و لم يبقى لقايد صالح، رئيس الأركان، إلا الاستسلام للامر الواقع و الرضوخ لإرادة الشعب الجزائري بالمعالم التي يريدها.
و عرفت المسيرة العاصمية اليوم مشاركة قوى البديل الديمقراطي العاصميين في مربّع واحد موحد. و أثلج المشهد صدور الديمقراطيين. و اعتبر العديد من الجزائريين سير قيادة الأفافاس و ألإرسيدي جنبا لجنب بمبشر خير على البلاد.

كما تميز اليوم بتوجه الكثير من المواطنين نحو العاصمة مشيا على الأقدام كتحد صارخ للقرار الغير شرعي و التعسفي بغل العاصمة في وجه الجزائريين. و يعد هذا الاصرار الشعبي المتميز مؤشرا أن الثورة في اوجها و أن النظام الفاسد الذي تسيره بقايا العصابة على وشك السقوط.
و في باقي ولايات الوطن، يجمع جميع الملاحظين أن التعبئة الشعبية عرفت قفزة كمية مذهلة. عدد المتظاهرين تضاعف بنسب كبيرة في وهران و قسنطينة و سطيف و قالمة و سيدي بلعباس و مستغانم و جيجل و برج بوعريريج و المدية و بشار و تبسة و عنابة. مما أسقط كل مزاعم ابواق العصابة التي روجت لتراجع الثورة و انحصارها في منطقة محددة.
إن المسيرات المليونية التي سُجلت اليوم أنهت تماما حدوثة امكانية تنظيم الانتخابات الرئاسية و امكاتية استرجاع النظام الفاسد لأنفاسه. المحللون يجمعون على كون الجمعة ال31 للثورة تحمل نكهة الانتصار. لم يبقى للعصابة غير أيام معدودة.
شعبان بوعلي