جموع غفيرة من المتظاهرين عجّت بهم شوارع و ساحات العاصمة الجزائرية في جمعة جديدة من جمعات الثورة الشعبية السلمية المنادية بإسقاط النظام و بناء جمهورية جديدة خالية من وجوه الفساد و التسلّط. و في نفس الوقت بقيّت مئات الآلاف من المواطنين عالقة في الطرق السيارة ممنوعين من قبل قوات الأمن الالتحاق بوسط العاصمة.
و ردّد المتظاهرون في شوارع مدينة الجزائر و ساحة البريد المركزي و ساحة أودان شعارات ضد النظام و رجالاته، رافضين جملة و تفصيلا ورقة الطريق التي يريد قائد الأركان فرضها بالقوة و بسياسة تفريق الحراك التي تحطمت أمام جدار الحزم الشعبي.
في ساحة البريد المركزي، ردّد المتظاهرون ” الجيش ديالنا، القايد خاننا” في إشارة واضحة لتذمّر الشعب من مناورات القايد صالح و ، في نفس الوقت، احترامه للجيش كمؤسسة وطنية. و في ساحة الشهداء كان الشعار البارز : ” لا نريد السعيد و لا القايد “. كما رفع المتظاهرون شعار ” ما كاش انتخابات يا نظام العصابات” كردّ واضح و صريح لتزمّت قائد الاركان في موقفه الداعي إلى انتخابات رئاسية في أقرب الآجال دون ترحيل رموز النظام الفاسد.
و عرفت مدن الجزائر من شمالها إلى جنوبها ، و من شرقها إلى غربها نفس مشاهد التعبئة الشعبية التي لم تضعف رغم كل محاولات ضربها بسياسة التفرقة الجهوية.
نبيلة براهم