فضيحة كبيرة في قطاع التربية تم تسجيلها في أحد مدارس ولاية البليدة. أولياء التلاميذ أرجعوا كتب الأمازيغية إلى المدرسة بوضعها أمام باب مدرسة “الإخوة بن زيتوني “، تعبيرا عن رفضهم تدريس أبنائهم اللغوة الوطنية و الرسمية الأمازيغية، حسب ارساليّة بعث بها مدير المدرسة لمديرة التربية لولاية البليدة بتاريخ 13 جانفي 2020.
و جاء في ارسالية المدير أن أولياء التلاميذ الرافضين لتدريس الأمازيغية قرروا توقف أبنائهم عن الدراسة لثلاثة أيام متتالية ابتداءا من هذا الثلاثاء. كما أخبر المدير عن نية توسّع الاحتجاج إلى كل مستويات التعليم الابتدائي.
و يأتي هذا القرار المخالف للقوانين و الذي يعتبر تدخّل غير شرعي في المقررات الدراسية الرسمية بسبب فجوة قانونية جعلت من تدريس الأمازيغية أمرا غير اجباري. و سبق أن عبر أولياء تلاميذ في جهات أخرى من البلاد عن رفضهم تدريس أبنائهم الأمازيغية.
إن صرامة مسؤولي القطاع في التعاطي مع القضية و اجبار التلاميذ على الامتثال للمقررات الدراسية أمر اجباري و استعجالي. أي تملص من المسؤولية أو رضوخ لمثل هذه التصرفات الغير قانونية قد يضع كل قطاع التربية الوطنية في كف عفريت و قد يفرز أزمة يصعب التحكم فيها. فمنذ عامين، خرج تلاميذ الثانويات في منطقة القبائل في مسيرات ضخمة و اضرابات شلت عدة مؤسسات يطالب فيها التلاميذ بعدم دراسة العربيّة في حال رضخت الادارة لنزوات أعداء الأمازيغية في الجهات الأخرى من الوطن. إن عودة الأمور إلى هذه الحالة من الجدال في أوساط شباب مراهق قد يفتح أبواب الأزمة على آفاق يصعب التحكم في مساراتها. و عليه، يجب على الادارة و مسؤولي القطاع في البليدة أن يضربوا بيد من حديد و اظهار أقصى حدود الصرامة في التعاطي مع هذا الموقف المتهوّر لأولياء تلاميذ تسيّرهم نزوات ايديولوجية لا حاجة للبلد فيها.
شعبان بوعلي