رغم الغضب الساطع للشعب : فريق المفاوضين يسعى لتوسيع التشكيلة

اجتمع اليوم الأحد فريق المفاوضين الذي نصبه رئيس الدولة يوم الخميس الفارط لإطلاق المسار التفاوضي مع الطبقة السياسية و الاجتماعية و فعاليات المجتمع المدني حول ميكانزمات تنظيم الانتخابات. و خلص الاجتماع إلى إطلاق نداء لبعض الشخصيات المحسوبة على التيار الاسلامي و المحافظ و كذا الشخصيات التي سبق لها أن رفضت الدعوة للانخراط في هذه العملية التي لا تعني حوارا مفتوحا مع السلطة الفعلية في البلاد و المتمثلة في قيادة أركان الجيش.

فريق كريم يونس الذي تجاهل الرفض القاطع الذي عبر عنه الشارع في جمعته ال 23 لتشكيلته و موضوع الحوار الذي يصبو إليه، حوّل الشعارات التي نادت الفريق بالانسحاب من المشهد و الكف عن التسويق لمناورة مرفوضة شعبيا، إلى حزمة نداءات شعبية عبر كامل التراب الوطني لتوسيع التشكيلة.

فريق مناضل الأفلان كريم يونس يضمّ الخبير القانوني بوزيد لزهاري الذي ساهم بقسط كبير في فتح العهدات الرئاسيات لبوتفليقة و في تحرير برنامجه السياسي. الفريق يضم أيضا شخصيات غير معروفة على الساحة السياسية الوطنية.

 يرى فريق كريم يونس أن اتحاذ بعض تدابير التهدئة كاطلاق سراح المعتقلين، و تغيير حكومة بدوي بحكومة تقنوقراط من شأنها اخماد شعلة الثورة الشعبية و ترجع الأمور إلى مجاريها  بما يسمح بالذهاب إلى انتخابات رئاسية تتفق عليها الأطراف الموالية لخريطة طريق قيادة الأركان. رحيل النظام بكل رموزه و التغيير الجذري للنظام غير وارد في أدبيات و قناعات و أهداف فريق الرئيس السابق للبرلمان. و لانجاح العملية، يتضح تماما أن الفريق بالتواطؤ مع السلطة الفعلية يعوّل كثيرا على تجند كل زبانية النظام من أحزاب كالأفلان و الإرندي و جزء من أحزاب التيارين المحافظ و الاسلامي و الكثير من الجمعيات التي تأسست أصلا لتكون رافدا و سندا لسياسات السلطة.

قد تلبي بعض الشخصيات التي لها إرث كبير في التواصل و التآزر مع السلطة و التجنّد دائما لصالح النظام، نداء كريم يونس الذي أطلقه هذا الأحد، في محاولة منها لإعادة ترتيب امور السلطة. و لكن أغلبية الشخصيات التي لها ماض نضالي نقيّ و تتمع بمصداقية كبيرة في الشارع الجزائري قد تقاطع هذا المسار لكونه لا يصبو نحو فتح حوار جاد و مباشر مع السلطة الفعلية من أجل تسليم مقاليد الحكم للشعب الجزائري و فتح أبواب مرحلة انتقالية ديمقراطية تنتهي بزوال كامل و شامل للنظام السابق و بناء نظام جديد يخلو من رموز الفساد و أحزاب السلطة التي غطت لسنوات على أنشطة العصابة.

و يذكر أن في اليوم الموالي للإعلان عن تشكيلة الفريق المفاوض، خرج الجزائريون في مسيرات ضخمة عبر كامل التراب الوطني للتعبير عن الرفض القاطع لهذه التشكيلة و محتوى مهمتها. و قد تم طرد كل من كريم يونس في بجاية و اسماعيل لالماس في العاصمة من المظاهرات. في حين التزم باقي الفريق بيوتهم تفاديا لردة فعل الجماهير الساخطة.

عبد الحميد لعايبي