علي بن فليس يسير عكس تيار الثورة الديمقراطية، و يسحب استمارات الترشح لرئاسيات 12ديسمبر

في وقت يتوجه فيه أحرار الجزائر جماعات و فرادى إلى سجن الحراش بعد اعتقالهم على الأرصفة،  في المقاهي و أمام بيوتهم، أسرع علي بن فليس رئيس طلائع الحريات إلى سحب استمارات الترشح لرئاسيات 12 ديسمبر التي قررتها القيادة العسكرية رغم رفض الشعب الجزائري لها جملة و تفصيلا.

و يعتبر على بن فليس أحد أبرز رموز النظام و الإبن البار للافلان. ساهم بمجهود كبير في وضع بوتفليقة في سدة الحكم عند رجوعه بعد سنوات من هروبه من العدالة لسرقة خزائن القنصليات الجزائرية. و سجل التاريخ عليه ابتداع الحوارات المزيفة مع المعارضة بمبادرته “حوار العار” مع المندوبين المزيّفين لعروش منطقة القبائل في 2001. كما يبقى اسمه خالدا في حوليات الحكومة الجزائرية بتوقيعه قرار منع الجزائريين من التظاهر في العاصمة .

مع قيام الثورة الديمقراطية، حاول بن فليس في بداياتها ركوب الموجة و نزل إلى الشارع لامتحان شعبيته. و لكن الشعب طرده من المسيرات شر طردة، فأيقن الرجل أن وزنه في قلوب الجزائريين لا يضاهي مثقال حبة خردل. و لم يجد بدا في البقاء في فلك السياسة غير الانخراط في الثورة المضادة و السير وراء خريطة طريق القيادة العسكرية الرامية إلى إعادة ترتيب بيت النظام عبر لمّ شمل كوادر النظام و حشد جياع الأفلان و الأرندي و إغراء زبائن الفساد و غلق الأبوب و المساحات السياسية و الاعلامية أمام أحرار الجزائر.

و لازم علي بن فليس الصمت التام أمام الاعتقالات التعسفية التي طالت الكثير من كوادر الثورة الشعبية و شبابها.

شعبان بوعلي