عبد المجيد تبون : ” توقيت هذه الإضرابات غير سليم وغير بريء وهناك من يسخن الأجواء ليوم ما “

أقل ما يمكن استخلاصه من لقاء رئيس الدولة ، عبد المجيد تبون، مع بعض مسؤولي وسائل الاعلام أن الرجل جد مرتبك و هو يواجه جبهة اجتماعية بدات في الانهيار كما ظهر في ثوب مسؤول ليس بيده حيلة لوقف الغضب الساطع الذي يلوّح في الأفق. و اكتفى في معظم رده الغير مباشر لمطالب النقابات بارجاع اللوم على المضربين الذين، حسب رأيه، لم يحترموا اجراءات العمل النقابي. كما حكم بعدم قانونية الاضراب في بعض القطاعات و شكّك في مقصدها و أهدافها.

بدل تقديم حلول و اشارات اقتصادية بالأرقام و المواعيد تُرجع الأمل للجبهة الاجتماعية التي تعرف تسارعا في اللجوء للاضرابات، اكتفى عبد المجيد تبون بالتشكيك في نوايا العمال و الموظفين المضربين بعد وصلت السكينة إلى العظم جراء التدهور الخطير لقدرة الشرائية و تعفن علاقات العمل. و قال رئيس الدولة أن “تسلسل الإضرابات في قطاعات هامة وفي وقت معين ليست ظاهرة سليمة وليست ممارسة نقابية ومن يمارسها يمارس ‘البوليتيك’ وليس السياسة”. و دعا تبون إلى أن “يرجع هؤلاء الأشخاص إلى وعيهم”.

و في تطرّقه لاضرابات قطاع التربية، اعتبر عبد المجيد تبون أن ” “الإعلان عن إضراب وطني في الوقت الذي لم تكن فيه الحكومة منصبة ولم يعطها البرلمان الإشارة الخضراء، أمر لا يحل المشكل الذي يتطلب وقتا وإمكانيات مادية ومالية وتنظيمية”.

و أوضح رئيس الدولة أن المدرسة “تعاني اليوم ولم تحل بعد مشكل الإطعام والنقل المدرسي والتدفئة”، مشددا على أن هذه الإضرابات “غير بريئة وتشنها نقابات غير معتمدة”.

و عن اضراب مستخدم الملاحة الجوية،قال تبون أن مثل هذه الاضرابات “تمس بسمعة البلاد وتضر بالمواطنين وتعطل مشاغلهم”.

و انتقد بشدة الذين يشنون إضرابا عن طريق إرسال “رسالة نصية في ظرف نصف ساعة”، مشيرا إلى أن “القانون لا ينص على هذا بل ينص على وجوب الإعلان عن الإضراب وذكر مبرراته، بما يمكن من مباشرة مفاوضات وإيجاد حلول”.

و أكد أن “من يريد حل المشاكل يبادر لإيجاد الحلول النهائية، أما الإضراب العشوائي فهو ممنوع في بعض المرافق العمومية” مشيرا إلى ضرورة “الإعلان عن الإضراب قبل شنه بغرض تمكين شركات الطيران أو المطارات من اتخاذ الاحتياطات اللازمة على غرار إعلام المواطنين بالإضراب”.

و كشف رئيس الدولة عبد المجيد تبون في سياق الكلام عن حالة الرعب النفسي التي تعيشها السلطة من جراء تزامن استمرار الثورة الشعبية مع تأجج الحركات الاحتجاجية النقابية بقوله أن “توقيت هذه الإضرابات غير سليم وغير بريء وهناك من يسخن الأجواء ليوم ما، وأملك 50 سنة تجربة في التسيير ولا يمكن إقناعي بالعكس”. و في هذا القول تأكيد على استمرارية القراءات الخاطئة للنظام في ما يخص الأحداث الوطنية و التحولات التاريخية التي تشهدها الساحة الوطنية السياسية و الاجتماعية. فالنظام ما زال ينظر لأي تحليق سياسي أو اجتماعي حر خارج سرب السلطة مكيدة و خديعة و مكر و دسائس. و لم تعد له القابلية لفهم أن المجتمع تحرر من الخوف و التنويم الاعلامي و الايديولوجي الذي لازمه أكثر من نصف قرن من التضليل و التخويف و الترهيب و الاضطهاد.

نبيلة براهم