عبد الرزاق مقري يلتحق بكتيبة الذباب الإلكتروني و يتهجّم على منطقة القبائل

طمع رئيس حركة مجتمع السلم في تسلّم مناصب قياديّة في الحكومة يتزايد مع تفاقم الأزمة. بعد تقربّه المجهض من أصحاب القرار أيام كان عود سعيد بوتفليقة مشتدّا، ها هو، اليوم، يعاود الكرّة و  يلتحق رسميا بكتيبة الذباب الإلكتروني و يتهجم على منطقة القبائل. و ليس الأمر بعجيب لمن يعرف منهج  الإخوان و استراتجيتهم البائسة في التوغّل التدريجي في دواليب السلطة و إن كانت الوسائل و الطرق لا تميت بصلة لأحكام الشرع الذي يتباهون بالالتزام به.

عبد الرزاق مقري، و بعد أن فشل في أواخر ايام حكم بوتفليقة، في التسويق لمشروع التوافق الوطني الذي رسم خطوطه بالتشاور مع سارق اختام الجمهوريّة، عاد مرّة أخرى للمضمار ليسرع في الولاء للسادة الجدد. و هو لا يثني في مضاعفة الغمزات و الإشارات و الركعات ليقول لرئيس الأركان :  “ها أنا ذا”.

كتب رئيس فرع المنظمة العالمية لحركة الإخوان المسلمين في صفحته الرسمية : « تابعت حصة رائعة انتهت الآن في قناة البلاد ضمن سلسلة ” تاريخ مباشر” . تعطي صورة عن جرائم فرنسا منذ السنوات الأولى للاحتلال أنصح الذين يحبون فرنسا متابعتها فستكون على اليوتيوب، كما أن الحصة تعطي صورة واضحة ودقيقة على تآمر فرنسا في منطقة القبائل بما يشرح كثيرا من الظواهر التي نراها اليوم ».

منشور عبد الرزاق مقري يدخل في سياق حملة التشكيك في مقاصد منطقة القبائل في الحراك، التي تشنّها جحافل الذباب المفعّلة من قبل زمرة قائد الأركان. و هو انخراط واضح و جلّي لرئيس حركة مجتمع السلم في استرتيجية تفريق صفوف الحراك و زرع الفتنة فيه. قد يكون هذا التهجّم بإيعاز من قائد الأركان ، و هو احتمال ضعيف، و قد يكون عربون وفاء للأسياد الجدد، يقدّمه مقري لقايد صالح طمعا في قبوله عضوا فاعلا في حاشيته، و هو احتمال جدّ وارد. بل هو كلّ ما في الأمر. فعبد الرزاق مقري الذي لا تأتمن إليه أي حركة اسلامية جزائريّة،نظرا لتقلّباته المتكرّرة وفقا لإملاءات المرشد العام و سرايا اسطمبول، لم يعد تعني تهوّراته أحدا. و باستعداده ،من مطلع الفجر إلى خلوة الليل،  لبيع لحيته من أجل وضع قدم في السرّاي الحكومي،  أصبح نزوله إلى الحراك الشعبي أمرا شبه مستحيل. لقد أحرق كل سفنه في قلوب الجزائريين و لم يبقى له سوى الأسياد الجدد كطوق نجاة.

نبيلة براهم