عام بعد إضراب الكنابيست، مديريّة التربيّة بالأغواط تقاضي نقابيا بتهم ثقيلة

عرف قطاع التربية بحر العام الماضي إضرابا عاما نظّمته نقابة الكنابست و شلّ معظم ثانويات الوطن. و بإيعاز من السلطات العليا، تمّ إخماد نار الصراع الذي بدأت شرارته من ولاية البليدة. و قامت مديريات التربية بمسح جلّ مخلّفات الإضراب و أرجعت الأمور إلى نصابها. إلا مديريّة التربية لولاية الأغواط. هذا ما فهمناه من مراسلة نقابي الكنابيست، نسيم موساوي، الذي يدرّس بثانوية الصادق الطالبي.

فحسب مراسلته عبر البريد الإليكتروني، بُرمجت جلسة لمثوله يوم 22 جانفيي 2019 أمام محكمة الأغواط الإبتدائية بتهمة ” السّب، الشتم، التهديد بالتصفية الجسدية، التشهير و زرع اللإستقرار”. و ذلك بعد شكوى قدّمتها مديرية التربية دفاعا عن حق مديرها السابق و أمينها العام المنتهية وظيفته في المؤسسة.

و تعود حيثيات هذه القضية إلى أيام إضراب العام الماضي الذي باشره الكنابيست في البليدة و امتدّت شرارته إلى الأغواط. فحسب النقابي نسيم موساوي، تميّز إضراب الأغواط بتمديده بأيام بعد قرار العودة الوطني و ذلك للمطالبة برحيل المدير الولائي للتربية و أمينه العام. و عاد الأساتذة ال49 المضربون إلى مباشرة عملهم فور وصول لجنة مفتشين من الوزارة التي ألمّت بالموضوع و قرّرت تنحية المسؤولين المطالب برحيليهما. و طويّت الصفحة و عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي.

و لكن مع حلول العام الدراسي الجديد، فوجئ الأستاذ النقابي، نسيم موساوي،يوم 02 أكتوبر الماضي،  بإشعاره من طرف الشرطة القضائية بضرورة المثول لجلسة استماع أين اكتشف أنّه محل شكوى أودعتها مديريّة التربية لولاية الأغواط و مرفوقة بملّف ثقيل يتهمه بعديد من الجنح ، أثقلها تهمة التهديد بالتصفية الجسديّة.

و الغريب في الأمر أن الملف يحوي كذلك قرار عزل المعني من منصبه بناءا على أمر قضائي و ذلك ابتداءا من 31 جانفيي 2018.

اتصّل نسيم موساوي بالمكتب المحلي لنقابة الكنابيست ، و التقوا بمدير التربية الجديد الذي وعدهم بسحب الشكوى و تسويّة الوضعية. ليفاجئ نسيم موساوي مؤخرا باستدعاء قضائي للمثول يوم 22 جانفيي 2019 أمام المحكمة الإبتدائية للأغواط.

استغرب نسيم موساوي أن تقوم مديريّة التربية لولاية الأغواط بالإستمرار في مقاضاته كنقابي  في وقت قرّرت السلطات العليا و الوزارة الوصية تسويّة كلّ المشاكل المترتّبة عن الإضراب الوطني. كما استغرب أن يكون الوحيد المستهدف من بين 49 أستاذ شاركوا يدا في يد في الدفاع عن قضايا إنتهت السلطات بالإعتراف بشرعيتها.

و في آخر مراسلته، عبّر نسيم موساوي عن ثقته في نفسه و في المحكمة. و شكر كل زملائه ” الذين عبّروا له بالوقوف جنبه كبنيان مرصوص حتى يستعيد حقّه غير منقوص”.

أمياس مدور