طيب رجب أردوغان يطلب من الجزائر مدّه بوثائق تثبت الجرائم الاستعمارية، و السلطة منزعجة من الأمر

أبدت سلطة الأمر الواقع في الجزائر انزعاجا كبيرا من حديث رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، عن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر. ففي بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، جاء أن الجزائر ” فوجئت بتصريح أدلى به رئيس جمهورية تركيا, السيد رجب طيب أردوغان, نسب فيه إلى السيد رئيس الجمهورية حديثا أخرج من سياقه حول قضية تتعلق بتاريخ الجزائر”.

و أضاف ذات المصدر بأنه “و بداعي التوضيح, تشدد الجزائر على أن المسائل المعقدة المتعلقة بالذاكرة الوطنية التي لها قدسية خاصة عند الشعب الجزائري, هي مسائل جد حساسة, لا تساهم مثل هذه التصريحات في الجهود التي تبذلها الجزائر وفرنسا لحلها”.

جاء الرد السريع لوزارة الشؤون الدينية بعد تصريح أدلى به الرئيس التركي الذي كشف فيه أن عبد المجيد تبون قال له في سياق حديث عن تاريخ الجزائر أن فرنسا الاستعمارية قتلت ما يقارب 5 ملايين جزائري. ففي تصريح أدلى به يوم الجمعة، طلب طيب أردوغان من رئيس الدولة الجزائري مدّه بالوثائق اللازمة “لتوضيح للرئيس الفرنسي ماكرون أن بلاده قتلت 5 ملايين جزائري “. و قال المسؤول الأول التركي أن الرقم أتاه في سياق الحديث من لسان الرئيس عبد المجيد تبون شخصيا.

الغريب في الأمر أن رقم ضحايا فرنسا الاستعمارية الذي نقله رئيس تركيا للرأي العام التركي و الدولي هو الرقم نفسه الذي أدلى به عبد المجيد تبون يوم 18 نوفمبر 2019 على أمواج الاذاعة الوطنية. حينها قدّم عبد المجيد تبون عن 5 ملايين و ستة مئة و خمسين ألف جزائري قتلتهم فرنسا في فترة تواجدها بالجزائر. و قال بصريح العبارة أنه من الواجب الحديث عن هذه الأرقام . فلماذا تنزعج السلطة اليوم من حديث الرئيس التركي عن هذا الرقم و تأكيد استعداد تركيا لفرض الحديث الدولي عن ذات الرقم ؟

شعبان بوعلي