دعا الخبراء في الندوة الوطنية حول تسيير مخاطر الكوارث، في يومها الثاني والأخير لضرورة تصميم قاعدة بيانات خاصة لتسجيل جميع المناطق الزلزالية في الجزائر، مع تحديد خطط العمل المتعددة القطاعات للإستراتيجية الوطنية 2019-2030 المتعلقة بتسيير هذه الكوارث، مقترحين تحديد المحاور الأساسية لإعداد إستراتيجية شاملة وفعالة تهدف لإستشراف المخاطر الكبرى وتطوير الإعلام الوقائي، وكذا وضع ميكانزمات تستهدف التكفل بكل كارثة ذات مصدر طبيعي أو تكنولوجي بصفة سريعة.
إيناس كراوي
شدد الخبراء المشاركون على أهمية برنامج تقييم مخاطر الزلازل وتخفيفها في الجزائر، وفي هذا الصدد قال مدير الأبحاث في معهد “غلوب” للفيزياء بستراسبورغ بفرنسا مصطفى مغراوي أن تقييم المخاطر الزلزالية ومخاطر الكوارث الطبيعية في الجزائر تعد قضية مهمة لأن الخطر الزلزالي بالجزائر يظل مرتفعا نسبيا، وحسبه فإن التسيير المتكامل للمخاطر والتنسيق الجيد بين الجهات المعنية يصبح هدفا حاسما للحد من المخاطر والآثار التي قد تترتب عن وقوع الزلازل.
في هذا السياق أوضح مدير الأبحاث في معهد “غلوب” للفيزياء أن تقسيم المناطق الزلزالية وتقييم الخطر الزلزالي له فجوات ولا تزال هذه المخاطر عالية، مما يتطلب دعما جيد يلاءم أولويات الوقاية من هذه الكوارث الطبيعية وفقا لتوصيات مؤتمر سينداي للحد من مخاطر الكوارث الذي عقد في 2015 . مضيفا أن هناك حاجة لدراسات المخاطر الزلزالية لفهم الإمكانات المدمرة للزلازل والتي يمكن أن تؤدي إلى خسائر في الأرواح وتداعيات اجتماعية واقتصادية سلبية كثيرة.
من جهتها أبرزت آسيا حربي رئيسة أبحاث الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء بالجزائر، أهمية التحضير النفسي والمادي لآثار الزلازل التي تحدث في المستقبل، مشيرة إلى أن تسجيل نتائج كل الاستكشافات في قاعدة بيانات وجعلها متاحة لجميع المستخدمين يعد أمرا بالغ الأهمية، كما إقترحت قيام الجهات المعنية بترجمة آثار الزلازل إلى أرقام وخرائط للتقليل من مخاطر هذه الكوارث الطبيعية.
بالمقابل، شدد الخبراء على أهمية تعزيز حوكمة مخاطر الكوارث من أجل تسيير أفضل على المستويين الوطني والمحلي، وذلك عن طريق تعزيز القاعدة القانونية والمؤسساتية والإسراع في إعداد النصوص التطبيقية للقوانين السارية المفعول، وكذا ترقية النصوص القانونية وتكييفها مع القواعد والمعايير الدولية.