عندما أرى الإسلاميين و مسؤولي مؤسساتهم الطفيليّة يقحمون لحيّهم في مسألة الأمازيغيّة التي ليس لهم فيها لا عود سواك و لا قارورة مسك، تاتيني رغبة البول على رؤوسهم لعلهم يعقلون.
فالإسلاميون، و غلام المذهب الرجعي من بينهم، خصّصوا معظم وقتهم في الجزائر من اجل الامازيغية. ليس من اجل تحريرها من سياسات الطمس و القمع و التهميش. بل من أجل كسر عظامها و زجّها في خانة الثقافات و اللغات المنسية إلى ابد الآبدين. ” وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ“.
فالإسلاميون كانوا دوما منجنيق النظام الذي به تُقصف القضية الامازيغية و مناظليها في الجامعات و من على المنابر. و هم الذي يجتهدون بفتاويهم البغيضة و خطبهم الشيطانيّة في إظفاء الشرعيّة الدينيّة على سياسة قمع النظام الظالم للحركات الأمازيغيّة.
و لمّا ظهر الحق و زهق الباطل بفضل دماء شهداء الامازيغيّة الأبرار، ها هي جحافل تجار الدين تخرج علينا جماعات و فرادى ليملوا على الملأ ما يليق و ما لا يليق بالامازيغيّة.
صمت المقابر يليق بكم يا اصحاب العمامات و اللحيّ. يكفيكم أنّكم عقّمتم اللغة العربية بغطسها كاملة في الخطابات الدينيّة الزائفة فأصبحت لا تلد إلا التفاهات و الهزعبلات و الفوازير. و يكفيكم أنّكم تكاسلتم في تحديث الخطاب الديني حتى اصبح الدين روضة يلعب فيها الداني و التالف. لقد فشلتم في ما يعنيكم فانبطحوا و اتركوا الأمازيغيّة في امان لأنّها صمام الأمان الوحيد الذي لم تصله بعد سمومكم القذرة.
أركنوا في محاربكم و جحوركم إلى يوم الدين. فقد أفسدتم الحرث و النسل و طفّفتم في ميزان الأمور. الجزائر بتنوّعها و ثقافتها و طموحها لا تليق بكم.
أمياس مدور