شكرا حضرة الجنرال على الخدمة الجليلة

بكثير من الواقعية و الانصاف، دعوني أقول أن قائد الأركان قدّم خدمة جليلة للثورة الشعبية المباركة بحشده لكل ما يملك النظام البائس من زبانية و طاقات بشريّة في قاعة ” الفندقة و الإطعام” بعين بنيان و تسخير كل وسائل الإعلام المأجورة لتقديمهم بشحمهم و صوتهم للرأي الوطني. هذا اللقاء سمح للشعب الجزائري الذي دوّخته انتهازية بعض الفاعلين من فرز الخيط الأبيض الثوري من الخيط الأسود الرجعي. فصاعدا، ” الحصان يعرف فارسه، و الدابة تعرف مولاها”. انتهى الصيد في المياه العكرة و انتهت الانتهازية و الشطيح و الرديح في كل الأعراس. و في هذا الجانب، تملي علينا اللباقة السياسية تقديم الشكر لحضرة الجنرال على المساعدة في الفرز.

أمس التقى في عين البنيان كل العسكر السياسي للنظام. التقى الأمين العام السابق للافلان، الأمين العام السابق للإرندي، وزراء سابقون، منشّطو فرق “الزرنة” أيام خرجات بوتفليقة الميدانية، قيادة الجيش الإلكتروني المضاد للثورة، محاورو سعيد بوتفليقة حول خطة تمديد العهدة الرابعة، حاملو بوستيرات و كادر الرئيس المخلوع أيام محاولة فرض الخامسة، بالإضافة إلى من لفضهم الشعب منذ البدايات الأولى للثورة. التقى الجمع في قاعة ” الفندقة و الإطعام ” المكيّفة و أجمع على الإعتصام بعصى الحاكم الجديد إلى غاية مبايعة رئيس جديد لجمهورية قطعت أوصالها مع الشعب منذ زمن بعيد.

و من جهة أخرى، التقى يوم 26 جوان الماضي مناضلون تقدميون و رؤساء أحزاب معارضة عاهدوا الله و الوطن على الصمود و التعبئة الشاملة إلى أن تسقط كل أوراق التفرقة و المناورة و المخادعة و كل سياسيات الالتفاف بالثورة. و يتمكن الشعب السيد بكل حرية من تقرير مصيره بنفسه و حسب تطلعاته.

إن جزائر اليوم جمعان : النظام البائس و عرش ” الفندقة و الإطعام ” و مشروع إعادة بعث النظام عبر انتخابات رئاسية تفضي إلى مبايعة رئيس معين مسبّقا، من جهة. الشعب الجزائري و كل ما يحتويه من أحزاب ديمقراطية تقدميّة و مجاهدين حقيقيين و نخب علمية و حقوقيين و طبة جامعيين يناضلون بسلمية و ثبات من أجل مرحلة انتقالية تؤسس لجمهورية جديدة تحكمها قوانين عادلة و هيئات منتخبة حسب معايير و أطر شفافة.

في القاعات المكيّفة، يخطط عرش ” الفندقة و الإطعام” لإعادة إحياء نظام بائس. و في الشوارع و الساحات الحارّة يناضل الشعب بكل فئاته من أجل نظام جمهوري جديد حلم به شهداء الثورة و تتطلّع له أجيال بأكملها.

أمياس مدور