سيول بشرية كبيرة تدفقت على أغلب المدن الجزائرية بشعارات منددة بفرض رئيس دولة بالقوة على الجزائريين و رافضة للحوار الذي دعا له عبد المجيد تبون . و تأتي هذه التعبئة الكبيرة لتقطع الشّك باليقين أن رئيس الدولة الجديد مجرّد من أي شرعية شعبية.

في العاصمة و وهران، قالمة، جيجل، سطيف، مستغانم، باتنة، غرداية، عنابة، قسنطينة، سكيكدة، ورقلة، الوادي، بسكرة و كل المدن الجزائرية، مئات الآلاف من الجزائريين و الجزائريات خرجوا إلى الساحات العمومية و الشوارع للتأكيد على واجب استمرار الثورة السلمية بلا هوادة إلى غاية رحيل العصابة من الحكم و تسليم مفاتيح الحكم للشعب السيّد و السماح له ببناء دولة مؤسسات أساسها الشرعية الشعبية و استقلال القضاء و توازن السلطات.

في العاصمة، أدى شباب الحراك الشعبي في ساحة أودان القسم بمواصلة الثورة السلمية إلى الانتصار. و رفعت الجماهير الحاشدة في شارع ديدوش مراد، عسلة حسين، حسيبة بن بوعلي و ساحة البريد المكزي و شارع العربي بن مهيدي و علي بومنجل المكتضة عن آخرها بالمتظاهرين شعارات قوية مناهضة لرئيس الدولة الجديد و لرئيس الأركان.و عبرت الحشود بالهتافات المتهالية رفضها الكامل للحوار مع العصابات.
و في مدينة وهران، تميّزت المسيرة الضخمة التي جابت الشوارع الرئيسية للباهية كشارع العربي بن مهيدي، شارع خميستي و شارع مستغانم بمشاركة مسؤولين عن تكتل العقد من أجل الانتقال الديمقراطي على غرار نائب الإرسيدي ،واعمر سعودي، و قيادي الأفافاس ،علي العسكري، و قيادي حزب العمال، رمضان تعزيبت. و استقبل سكان وهران مواطني الولايات الأخرى بالولائم و التمور و العصائر. و رفع الوهرانيون شعارات قوية رافضة للحوار الذي دعا له عبد المجيد تبون الذي اتى به الجيش إلى سدة الحكم عبر مهزلة انتخابية لم يشارك فيها الشعب بنسبة تفوق 90 بالمائة و باركتها بصفة حصرية بقايا أحزاب النظام و المنظمات الجماهيرية التابعة له. و هتف سكان الباهية شعار : ” إيمازيغن، زكارة في القايد “.

و عرفت كل المدن الجزائرية نفس الزخم و التعبئة. و أعطت المشاهد التي بثتها على المباشر العديد من الصفحات المحلية تلك الإشارة الاعلامية القوية أن مشروع اسكات الثورة السلمية عبر سياسة فرض الأمر الواقع لقيّ فشلا ذريعا و افلاسا تاما قد يّجبر أصحاب القرار في الأيام أو الأسابيع المقبلة ، إن ثبت الشعب في هذا الموقف، على مراجعة خريطة طريقهم و الاستسلام للأمر الواقع و الرضوخ لإرادة الشعب.
عبد الحميد لعايبي