في تحدّ صارخ لإقدام والي ولاية الجزائر ، و بإيعاز من السلطة الفعلية في البلاد، على الضغط على الإرسيدي قانونيا بغلق مقره الجهوي أمام المواطنين الوافدين إليه أيام الجمعة، امتلأ مكتب الحزب التقدمي، ليلة أمس الخميس، عن غير عادته بالمناظلين و المتعاطفين الذين تدفقوا إليه من كل حدب و صوب استعدادا للمليونية ال49 من عمر الثورة السلمية.
و قد قام والي العاصمة ببعث تعليمة لمسؤولي الأرسيدي، حملها ضابط شرطة كإشارة واضحة أن العاصمة أضحت تحت الحكم البوليسي، مفادها ضرورة احترام راحة سكان حي ديدوش مراد و وجوب الامتثال للقانون الذي يحصر استعمال مقرات الأحزاب في النشاطات الادارية و التنظيمية فقط.
حزب الإرسيدي الذي له باع كبير في مواجهة التضييقات الادارية و الأمنية و السياسية تجعله يفهم مناورات السلطة قبل الشروع في تنفيذها، ردّ على الوالي العابث بمبدأ حرية العمل السياسي بالتأكيد صراحة أن مقرّاته ستضل مفتوحة للمواطنين للتواصل معهم و تمتين حبال الثقة بشعبه. و أوضح أن مقرات الحزب السياسي ليست ملحقات ادارية بل فضاءات تواصل مع القاعدة النضالية و الشعبية يتمّ في حرمها الاستماع لانشغالات الناس بعيدا عن المضايقات و كذلك شرح البرامج و الخط السياسي للحزب و تنظيم اللقاءات السياسية ، و هي في اوقات الضرورة، عناوين لجوء للمظلومين و المقهورين لايداع شكاويهم المتفرّعة قصد رفعها للمسؤولين عبر القنوات التمثيلية للحزب.
شعبان بوعلي