الجمعة الرابعة للحراك الشعبي ضد النظام خلّط أوراق أصحاب القرار. راهنوا على انهيار التعبئة بعد ايام صعاب، ففاجئهم الشعب بحضور أكبر و بشعارات أشد حدّة.
فلا تنازل بوتفليقة عن الترشح فورا و لا تدخلات لعمامرة و بدوي إعلاميا رجحت الكفة لصالح خياراتهم. الشعب من شمال البلاد إلى جنوبه ، و من شرقه إلى غربه، نطق بكلمة واحدة موحدة : إرحلوا جميعا.
رغم شفافية المطلب الشعبي و وضوحه، ما زالت أحلام اليقضة تراود أهل القصر الرئاسي. فهاهم يحضرون رسالة جديدة يقدّمون فيها تنازلات صورية أخرى. فحسب المعلومات الواردة، ينتظر أن يعلن بوتفليقة تنحيه يوم 29 أفريل و تعيين عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، خلفا له لمدة 90 يوما ينظم فيها انتخابات رئاسيات جديدة.
لا نعلم لمن سيرسل زبوره داوود المرادية. الشعب لن يقبل أقل من رحيل كل زمرة بوتفليقة و بن صالح من أوائلها. الشعب لا يريد اصلاح الأوضاع داخل النظام و لكن تغيير النظام و تنحية دستوره و قوانينه و رجالاته ليضع دستورا جديدا و حكومة جديدة وفق قوانين جديدة.
إن الشعب برمته يريد معادلة وطنية أخرى لن يكون رجالات النظام طرفا فيها لأنهم أفسدوا البلد و قادرون أن يفسدوا الحساب. الشيئ الوحيد الذي يقبل من هذا النظام هو رحيلهم من المشهد الوطني وفق ترتيبات يمكن التفاهم حولها. أما إشراكهم في الحل الوطني غير وارد. بل هو ضرب من الخيال يتوجب على بوتفليقة و زمرته أن يعوه جيدا.
نبيلة براهم