رئيس منتدى أئمّة باريس : ” مساواة الرجل و المرأة في الميراث لا يتناقض مع الشريعة”

صرّح إمام مسجد درانسي و رئيس منتدى أئمة باريس الشيخ حسن الشلغومي، التونسي الجنسية، في حوار خاص لصحيفة محلية في تونس، أن المساواة في الميراث بين الرجل و المرأة لا يتناقض مع الشريعة الإسلاميّة.

“أحيي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي على مبادرته. فهو مسك العصا من وسطها وأعطى الاختيار لكل التونسيين والتونسيات في تحديد صيغة الميراث باعتبار أن من بين التونسيين نجد من ليس هو بالمسلم. فمكن المشروع الجميع من الحرية في التوريث، فمن أراد أن يطبق الشرع فله ذلك ومن أراد استعمال القانون والدستور فله ذلك، وهذا لا يتعارض مع ذاك. كما أن المرأة التونسية اليوم أصبحت امرأة سيدة تتمتع باستقلاليتها وأحيانا هي التي تنفق على زوجها.. تونس كانت دائما سباقة والمرأة التونسية هي قدوة للمرأة العربية والإسلامية وهي ليست موضع فتنة بل بالعكس موضع انفتاح. نحن بهذا القانون جعلنا سن قانون وضعي يطبق على الجميع وقانون سماوي يطبق على الخاص”، قال الشيخ الشلغومي في تصريحه.

وحول تعارض مشروع القانون مع الشريعة الإسلامية، قال الشلغومي “هذا القانون يحمي الفرد الذي أكد الرب سبحانه وتعالى على حمايته. فالقانون لم يمنع احدا من تطبيق الشرع، بل أعطى للمسلم ولغير المسلم فرصة التعامل بالمساواة وهو من قيم الإسلام السمحة. أنا استغرب ممن يكفرون كل من سار في هذا الاتجاه فهؤلاء ينصرون الحق بالباطل”.

و يعتبر حسن الشلغومي من الأئمة العصاة على الحركات الإخوانية التونسية التي لقّبته ب”الإمام اليهودي” تنقيصا من قيمته لأنّه يخاطب من أجل المحبة و التقارب بين جميع الأديان و الأوطان بما في ذلك الديانة اليهوديّة و دولة إسرائيل. و يُسجَّل على الإمام حسن الشلغومي تفتّحه على جميع المجتمعات و مشاركته في مؤتمر حول الديمقراطية والإسلام في تل أبيب، وكان في إستقباله شيمون بيريز شخصياً. الأمر الذي أثار حفيظة التيارات الأصولية و ولّد موجة كراهية منهم أتجاهه. حتى أن بعض الاصوات الأصوليّة في تونس طالبت بسجنه و إعدامه بعد مشاركته في حصة تلفزيونية بثّتها قناة “نسمة” التونسيّة.

أمياس مدور