اعترف الحزب الاسلاموي ” حمس” ضمنيا بشرعية انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للدولة، في بيان ثمّن فيه خطاب تبون ” الجامع” و ابدى استعداد الحركة للانخراط في الحوار الذي دعا إليه.
و أكدت حركة مقري التي كانت لسنين مضت شريكا قويا في تجسيد مشروع ” فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “، أن الانتخابات الرئاسية ” “جرت في ظروف صعبة وحساسة شهدت انقساما حادا بين رافض ومؤيد بشكل غير مسبوق من شأنه أن يهدد الانسجام الاجتماعي ووحدة الشعب الجزائري”.
و بشأن الخطاب الذي قدمه عبد المجيد تبون في الندوة الصحفية التي تلت اعلان فوزه، وضحت حركة حمس أنه كان “خطابا جامعا يساعد على التخفيف من التوتر ويفتح آفاق الحوار والتوافق”.
و أبدى الحزب الاسلاموي استعداده للانخراط في عملية الحوار فور ” إظهار حسن النية لإجراء الإصلاحات الدستورية والقانونية” من قبل السلطة. و طالبت الحركة من عبد المجيد تبون بتوفير بعض الشروط المتمثلة في “حماية الحريات الفردية والجماعية وتحرير وسائل الإعلام من الضغط والتوجيه، وضمان الحرية التامة للعدالة، وإطلاق سراح مساجين الرأي ومعتقلي الحراك الشعبي ورفع القيد والتضييق على المجتمع المدني غير الموالي، ومكافحة شبكات الرشوة والابتزاز المالي التي بدأت تعيد بناء نفسها ضمن التوازنات الجديدة، واستمرار محاربة الفساد بلا تمييز ولا هوادة، والابتعاد عن التخوين والتسفيه والتآمر في حق المخالفين السياسيين السلميين من شخصيات وأحزاب”.
و يُعرف عن حركة ” حمس” وفاءها لاستراتيجية ” التغلغل السياسي ” في المؤسسات القائمة بغض النظر عن شرعيتها. تلك الاستراتيجية التي تبنتها حركة الاخوان المسلمين العالمية التي تعتبر حركة حمس ممثلا رسميا لها في الجزائر. و هذا ما يفسر دخول الحركة في عدة حكومات لبوتفليقة، و دخول عبر الرزاق مقري في مفاوضات مباشرة مع سعيد بوتفليقة من أجل تمديد العهدة الرابعة و هرولته اليوم لمباركة تنصيب عبد المجيد تبون.
نبيلة براهم