ما حدث البارحة في شوارع العاصمة و بجاية مكيدة مدبّرة عنوانها : إفراغ الحراك من أي مبادرة تليق بجزائر الغد. فبعد أن نجح جناح من السلطة الإنقضاض على الجناح الخصم، عوّل الأسياد الجدد على وضع الحراك الشعبي، و بكل الوسائل المتاحة، في كف عفريت.
الخطة واضحة و الهدف جليّ. جناح السلطة الجديد يريد تحييد حاملي المشروع الديمقراطي و عزلهم عن الحراك بافتعال مشاهد رفض الشعب لهم عن طريق تجنيد عناصر شبانيّة أوكلت لهم مهمة طرد مناظلي الجزائر الحرة الديمقراطية من المسيرات.
جناح السلطة أعطى تعليمات صارمة لطابور البلطجة للتعرّض لرموز التيار الديمقراطي دون غيرهم. و الهدف من هذه الخطة فرض تواجد التيار الإسلاموي دون غيرهم في الصفوف الأوليّة لإنجاح فزّاعة التهديد الأصولي على مستقبل الوطن، و منه تمرير خيار حكم العسكر بالزيّ المدني كخيار منقذ.
إن خروج الشعب بالملايين في سابع جمعة مناهضة للنظام هو تعبير واضح عن رفض حكم الأجنحة مهما كان لونها، مشروعها و منطقها. الشعب يريد استعادة زمام المبادرة الوطنية و تكريس مبدأ أولويّة الحكم المدني على العسكر و تحرير الوطن من مخالب الفاسدين و قبضة سياسة توازن الأجنحة. شباب الجزائر الذي حرّر الشعب من الخوف و رفع هامة الجزائر عاليا يتطلّع لمكان كامل غير منقوص تحت شمس الحريّة و العدالة مع حق تقرير مصيره بنفسه.
إن مراوغات أجنحة السلطة و مناوراتها لن تغيّر شيئا في المسار التاريخي الذي انخرط فيه الشعب بكلّ اطيافه. فوجهة الشعب الوحيدة هي الحرية و العدالة و التحرّر من منطق العصب. فعلى من يريد أن يصبح ربّ الجزائر الجديد أن يعي هذا جيّدا.
أمياس مدور