تعيش المدن الجزائرية جمعتها ال38 من عمر الثورة الشعبية بزخم الأيام الأولى و على وقع شعارات ثورية تعبر عن عزم المواطنين السير قدما في سبيل تحرير الوطن من قبضة العصابات الحاكمة و تأسيس جمهورية ديمقراطية عادلة تسع الجميع.
و أظهرت الفيديوهات التي نشرها نشطاء الاعلام البديل في ظل القمع و التغييب التي تمارسها السلطة على وسائل الاعلام المختلفة أن السيل البشري لم يتوقف و لم ينقص منسوبه في كل جهات الوطن، و الجزائر على بعد خمسة اسابيع من الموعد الذي ضربه النظام لدفن آمال الشعب بتنظيم حيلة انتخابية مرفوضة جملة و تفصيلا.
و عبر الجزائريون في مسيرات اليوم عن تضامنهم مع عائلات أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين سقطوا في جبهة الواجب تزامنا مع رفع شعارات مناهضة لرئيس الأركان تعبيرا عن عدم الخلط بين الجيش كمؤسسة وطنية و بعض قياداته المتخندقة في صف النظام البائد.
و رفع المتظاهرون نفس شعارات الجمعة التاريخية الماضية، و هي شعارات تطالب بالاستقلال الوطني و ترفض قانون مصادرة الثروات الطبيعية التي يناقشها برلمان فاقد للشرعية. كما تواصل الجماهير الشعبية بالتنديد بالاعتقالات الغير قانونية و قمع حرية الصحفيين و مواصلة سياسة عسكرة الحياة العامة و التشويوش على الثورة الشعبية.

و تأتي الجمعة ال38 في وقت يستعد فيه شباب الحراك المعتقل للمحاكمة المبرمجة ليوم الاثنين المقبل بمحكمة سيدي امحمد. و هي محاكمة ينتظرها الرأي العام الوطني و الدولي كونها تكشف حقيقة موقف القضاة من القانون و مدى تمسكهم باستقلالية أحكامهم و كذى مدى وفائهم بوعد عدم الحكم بالحبس على شباب الحراك مهما كانت ادعاءات السلطة.
و سجل اليوم اعتقال ثلاثة شباب ينحدرون من عائلة واحدة من طرف مفرزة للدرك الوطني، أحدهم، لوداحي محند أرزقي المكنّى موح شارل، مناضل معروف في صفوف حزب التجمع من الثقافة و الديمقراطية. و بعد تدخل النائب البرلماني موح أرزقي حمدوس من حزب الإرسيدي و أحد المحامين، تم اطلاق سراح اثنين في ما تم الاحتفاظ بالثالث، و هو لوداحي جيلالي، ريثما يقدم يوم الأحد أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الرويبة بتهمة حيازة الراية الأمازيغية.
نبيلة براهم