التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية أضحى الهدف رقم واحد للنظام البائد. بعد الاعتقالات التي نالت الكثير من مناضليه في الشمال، تتحرك الماكينة القمعية للنظام للتضييق على مناضلي الجنوب إذ قامت عناصر أمنية أمس الخميس، على الساعة السادسة مساءا، باقتياد رئيس المكتب الجهوي للإرسيدي في تمنغاست، عبد الله بوتاني، إلى مركز الشرطة للمساءلة و لم يتمّ الافراج حتى الساعة العاشرة و النصف ليلا.
قبل أيام قامت نفس المصالح بتوقيف عبد الله بوتاني و مسؤولين آخرين للحزب بذريعة رفعهم للراية الأمازيغية في مسيرة وسط عاصمة الأهقار.
و يذكر أن الارسيدي يعرف منذ أسابيع تضييقات أمنية كبيرة. ناهيك عن الاعتقالات التي مست العديد من مناضليه، تقوم وحدات أمنية كل جمعة بمحاصرة المكتب الجهوي للإرسيدي في العاصمة. كما تقوم السلطات برفض كل طلب ترخيص يقدّدمه الحزب لتنظيم نشاطات سياسية في اطار تكتل قوى البديل الديمقراطي. و لم يشفع من آلة القمع حتى نواب الحزب. إذ حاولت قوى الأمن في إحدى الجمعات بالاعتداء الجسدي على النائب عثمان معزوز أمام البريد المركزي و اعتقلت في جمعة أخرى النائب موح أرزقي حمدوس و اقتادته إلى مركز شرطة خارج منطقة الجزائر – وسط. و في الجمعة الماضية، قامت عناصر أمنية بزي رسمي و أخرى بزي مدني باعتراض طريق رئيس الحزب، محسن بلعباس، و مرافيقه من القيادة الوطنية للحزب لمنعه من الالتحاق بالمكتب الجهوي بعد انتهاء المسيرة الشعبية.
و يرجع الملاحظون هذه التضييقات المتزايدة على حزب الإرسيدي لانخراط هذا الأخير بقوة كبيرة في الثورة الشعبية. فرئيس الحزب، محسن بلعباس، من رؤوس الحربة الأكثر تواجدا في كل المسيرات التي عرفتها العاصمة. و لا يخلو اعتصام أو مسيرة أو مظاهرة على المستوى الوطني أو المحلي إلّا و أعضاء من الأمانة الوطنية، نواب أو مسؤولون جهويون في الحزب متواجدون في قلب الحدث. و تقول مصادر أن اجتماعات عدّة في قيادة الأركان و في مراكز أمنية حساسة تناولت الكثير من الاستراتيجيات لتحييد الإرسيدي و فصله عن الثورة و اضعاف صوته في القنوات الاعلامية لكونه منبع صدع حقيقي لأصحاب القرار الفعلي و حجر عثرة ثابتة أمام كل محاولات تمرير مشاريع النظام الرامية لبعث عظامه من جديد.
شعبان بوعلي