أجمع رجال النظام أن ترسيم الأمازيغية لغة رسميّة و يناير يوما وطنيا جاء بإرادة عبد العزيز بوتفليقة. فاعتبر معاذ بوشارب، منسق الأفلان و رئيس البرلمان الثاني، أن قرارت الرئيس بشأن الأمازيغية كانت تجاوبا من فخامته و فضلا منه. و ذهب وزير الشؤون الدينيّة إلى حدّ اعتبار ترسيم يناير بمثابة نهاية للإنتهازيين الذين ارادوا إضعاف الدولة عبر بوابة الأمازيغيّة.
و نحن نقول أنّ من إدّعى اكثر هبل من هؤلاء فقد كذب.
التاريخ علّمنا أنّ من ضيّع 60 فرصة احتفال بيناير كعيد وطني هو النظام السياسي العفن الذي أسّست له “مجموعة وجدة” و بوتفليقة من أبرز رموزها. و التاريخ علّمنا أن منابر قطاع محمّد عيسى و بدون إستثناء بقيّت و ما تزال منصّات قذف عشوائي لكلّ ما هو أمازيغي. و دمّ الشباب الامازيغ الذين أُهدرت أرواحهم و سلبت حرياتهم و الذين ينعتهم محمد عيسى بالإنتهازيين هم من فرضوا الأمازيغية رغم كيد الكائدين عليها من مناضلي الأفلان و أئمة قطاع محمد عيسى.
عبد العزيز بوتفليقة الذي صدح ثلاثا ،في أوجّ قوّته و على المباشر ، أنّ ” ترسيم الأمازيغية : مستحيل مستحيل، مستحيل”، رضخ و هو صاغر أمام إرادة مناضلي الأمازيغية و مطالبهم التي لا تباع و لا تشترى. عبد العزيز بوتفليقة ممّن شاركوا و باركوا إلى آخر رمق سياسة طمس أمازيغيّة الجزائر و ربط ثقافتها و أرضها برمال الربع الخالي. و ما توقيعه على ترسيم الأمازيغية لغة رسميّة و يناير يوما وطنيا إلا توقيع شهادة استسلام لنداء التاريخ الذي صنعه الامازيغ المعارضين.
إن ترسيم الأمازيغيّة لغة وطنيّة و رسميّة و يناير يوما وطنيا هو من صُنع رفاق بناي وعلي، و مناضلي الإمسيبي و الأفافاس و الإرسيدي و المثقفين الأحرار و شهداء الربيع الأمازيغي الأسود. فلهم وحدهم الفضل على ما حقّقت اللغة و الثقافة الأمازيغية من انتصارات و عليهم فقط تتوكّل للمزيد من الخطى في درب استعادة حقوقها كاملة غير منقوصة.
أمّا مناضلي الأفلان و أئمّة قطاع محمد عيسى و عبد العزيز بوتفليقة و من جاوره بالأمس و اليوم، فقد سجّل التاريخ و ختم أنهم من عداة الأمازيغيّة و أنّهم من همّشوها و حاربوها و نكّلوا بمناضليها و عذبوهم و طاردوهم، و وضعوا أبناء الشعب الواحد على حافة التفرقة و التقسيم لولا وطنيّة و حسّ مناظلي الأمازيغيّة الذين صمدوا و سهروا و جاهدوا و ناضلوا و ما زالوا على الدرب سائرين.
فكفاك هراءا يا معاذ. و كفاك بهتانا يا عيسى. القافلة مرّت و التاريخ سجّل.
وبمناسبة رأس السنة الأمازيغية ، اقول لكم بالأمازيغية و بأحرفه اللاتينيّة الرّسمية:Aseggas Ameggaz
أمياس مدور