تراجع حرية الصحافة في الجزائر حسب التصنيف السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” عام 2019

 

سجل مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 وفق التصنيف السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” ،تراجعا في عدة دول، منها الجزائر التي احتلت المرتبة 141من اصل 180 دولة، فيما حققت الجارة تونس هذا العام قفزة ملحوظة في حرية الصحافة واحتلت المرتبة 72 لتتصدر الترتيب في العالم العربي.

تربعت النرويج على قمة الترتيب، تلتها فنلندا والسويد. فيما تراجعت هولندا ثلاث مراكز، ذكر التقرير أن النمسا تراجعت خمسة مراكز لتحتل المركز السادس عشر، كما تراجعت هنغاريا بأربعة عشر مركزاً، لتحتل هذا العام المرتبة الـ 87. وكانت بلغاريا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، التي حصلت على تصنيف أسوأ من هنغاريا باحتلالها المرتبة الـ 111. الأمر الذي اعتبرته، سيلفي أرينس-أوربانيك، رئيسة فريق الاتصال بمنظمة “مراسلون بلاحدود” مؤشراً على وجود مضايقات حتى في الدول التي يُعتبر فيها وضع الصحافة مثالياً، و فيما احتلت دولة تركمانستان ذيل الترتيب ، الذي كان من نصيب كوريا الشمالية في السنوات الثلاثة الاخيرة.

و حسب نفس التقرير ، خسرت الجزائر 5 درجات ، لتدحرج من المرتبة 136 الى المرتبة 141 مقارنة بالعام الماضي، وأفاد التقرير ان الجزائر فقدت 20 درجة منذ 2015، أي من المرتبة 121 دوليا إلى المرتبة 141 في 2019. لتصبح بذلك في الخانة الحمراء في خريطة حرية الصحافة بالعالم . و  في هذا الصدد، جاء في التقرير أن “السلطات تواصل تضييق الساحة الإعلامية من خلال دعاوى قضائية ضد الصحفيين”.

واعتبرت المنظمة الدولية أن “حرية الإعلام مهدّدة في الجزائر في ظل سياق يتّسم بعدم الاستقرار، كما تواصل السلطات تضييق الساحة الإعلامية من خلال دعاوى قضائية ضدّ الصحفيين”.و قالت أن هذا الوضع “يجعل الصحافة الجزائرية غير قادرة على الاضطلاع بمهامها تحت الضغط القضائي. وقد عرفت الجزائر، طيلة 2018، موجة اعتقالات غير مسبوقة استهدفت الصحفيين بداعي نشر أخبار زائفة. ولا شيء يؤشر إلى تحسّن وضع حرية الإعلام خلال سنة 2019”.

تقول أوربانيك “بصفة عامة يمكن القول إن مناخ عمل الصحفيين عرف تدهوراً في جميع أنحاء العالم”. وتضيف “نحن نتحدث الآن عن مناخ الخوف. الملفت للنظر بشكل خاص هو التحريض اللفظي المتزايد ضد الصحفيين، وهي ظاهرة عالمية، ولكنها ازدادت بشكل خاص في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”. وقد أَحْصَت منظمة “مراسلون بلا حدود” اثنين وعشرين اعتداءاً جسدياً على صحفيين في ألمانيا العام الماضي، وعن هذا تقول أوربانيك “لا نزال نتذكر المظاهرات في مدينة كيمنيتس على سبيل المثال، حيث تعرض الصحفيون لاعتداءات لفظية وجسدية أيضاً على نطاق واسع، وكانت مثلاً عن طريق كسر الكاميرا”.

عبدالمجيد مهني.