تبا لكم يا تخمة صيف 1962

في الفاتح من نوفمبر من عام 1954، انطلقت أول رصاصات ثورة شعب شرب من كأس الظلم و الإستعباد حتى الثمالة. يوم أغرّ تلته سبع سنوات و نصف، داول فيها المستعمر الأيام قتلا و تشريدا و تعذيبا بين الناس. سبع سنوات و نصف، أعطى فيها شباب الجزائر و مسنّيه النفس و النفيس ليرفرف علم الحرية و العزة عاليا فوق الباقيات من الفتيان و الفتيات.

 و انتهت الحرب الضّروس، و انقسم الجزائريون ، في صيف 1962، شطرين. شعب ركب ما تسنّى له من شاحنات و سيارات و جرّارات ، ملأ الدنيا من فوقها ،غناءا و زغاريد و بهجة ببزوغ شمس الحريّة الموعودة. و في الجهة المقابلة، تخمة انتهازية ركبت دبابات جيش الحدود تسير بخطى المفترس انقضاضا على دواليب الحكم و مراكز النفوذ و منابع الثروة و عقّارات الأقدام السوداء الشاغرة.

 و توالت الايام و السنوات العجاف . و خابت الآمال و تحوّلت الأحلام إلى سراب. و تفتّت الشعب على لوح نوفمبر. منه من يزور مقابر الشهداء ليشكي لهم ما فعلت بهم تخمة صيف 1962.

و منهم من ركب الموج بحثا عن أرض رحيمة تنسيهم ما عملت فيهم تخمة صيف 1962

و منهم من يجري وراء باقات زهور رسميّة طمعا في فتات خبز أسود تعوّدت على نثرها تخمة صيف 1962.

أمّا البقية الباقية، فتقول لكم اليوم، و بمناسبة هذا اليوم العظيم، تبا لكم يا تخمة صيف 1962.

 أمياس مدور