قرر حاكم القيادة العليا الرشيدة، أنه يتعين بعد اليوم ، على كل من يقبل بمنصب ، الرضى براتب شهري ، و ألا يطمع في أكثر من ذلك. فالسيارة على نفقته. و السائق اذا أراد سائقا يدفع له من جيبه . و طعامه و طعام عائلته من ماله . و السكن عليه. و يُرجِع الجيروفار، أو يدفع ثمنه ، لمن أراد الاحتفاظ به كذكرى. و تقرر أن لا فرق بين مواطن و مسئول إلا بالاستقامة في العمل.
و يحذر الحاكم ، بعدما لاحظ توسع ظاهرة السطو على صفة عضو بحرب التحرير ، أو على شهادات جامعية ، أنه من يقبض عليه متلبسا بجرم الكذب ، سيجد اسمه و لقبه في قائمة ، تعلق بالبلدية و بالمحكمة و المسجد و المدرسة و الحانة . و يتم اقصاءه من أي عمل سياسي الذي سيظل مخصصا للنبلاء النزهاء. و هدد كل من تخول له نفسه على إعادة كتابة تاريخه ، جاعلا من نفسه بطلا مغوارا، او مقاتلا في سبيل الحرية ، بكشف عورته أمام الملأ ، هو و من سار في دربه من أهله . و اشترط الحاكم على من يقبل بما يُعرض عليه من المسئولية ، التوقيع على وثيقة تعهد ، يلتزم فيها الموقع القيام بخدمات اجتماعية تطوعية في حيه و في بلديته، كالتشجير و التنظيف .. و الانخراط في جمعية محلية ثقافية . و يبرر الحاكم انخراط وزراءه و مساعديه و ممثلي الادارة في الحياة الاجتماعية ، بتأكيده ” حتى لا ينسى أحد منهم من أين أتى”. و يدقق بوجوب أن يكون انخراطهم في العمل التطوعي مستمرا و ليس موسميا، و بعيدا عن كاميرات التأليه و الدعاية.
و بخصوص الدعاية ، يوضح الحاكم ” يمنع منعا باتا تصوير النشاط العادي للحكومة و الولاة . فهم يحصلون على راتب مقابل جهد.”
و ختم الحاكم قراره بتدوين ملاحظة في أسفل الوثيقة :” تقديم كشف النقاط اجباري للجميع ، معينين كانوا أو منتخبين . و يتعين على المصالح المختصة التأكد فقط من صحة المعلومات المقدمة الخاصة بالمستوى الدراسي و بحرب التحرير .”
كان بيانه تحفة فنية. قرأته نشرات أخبار القنوات من دون انقطاع. و تناقلته الفضائيات العالمية التي أثنت على الحكم الراشد. لكن قنوات الفتنة شككت في صحة البيان ، و تساءلت “أين الرئيس؟ ” و بسخرية واضحة علق معارض على البيان ” لو يطبق البيان حرفيا، سيضطر الحاكم لاستيراد نصف انتاج الصين من (الكادنات)!”
عبد الحكيم بلبطي
hakimbelbati@yahoo.fr