أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات فوز عبد المجيد تبون في استحقاق شارك فيه، حسب ارقامها ما يقارب ثلث الشعب الجزائري و نال منه النصف مع امتناع منطقة كاملة من الوطن عن التصويت بصفة كاملة. و يجمع جميع الملاحظين السياسيين أن ثلثي الكتلة التي انتخبت هم جنود تم تعبئتهم لتأدية واجب انقاذ المهزلة الانتخابية من كارثة العزوف الشعبي الكاسح. و هو المعطى الأساسي الذي يجعل عبد المجيد تبون يباشر عهدته الرئاسية بثوب الممثل المدني الرسمي للجيش.
و يقول المحللون أن أول العقبات الكبرى التي ستواجه عبد المجيد تبون هي كيفية مباشرة الاصلاحات الدستورية و تكريس استقلال القضاء و هو في عين فضيحة قضائية كبرى تتمثل في تواجد نجله خالد في قلب قضية ال700 كلغ كوكايين، وارتفاع أصوات شعبية و قانونية قوية في عنابة تطالب بواجب استدعاء نجل قائد الأركان للمحاكمة في قضية مقتل والي عنابة.
و ثاني عقبة تنتظر عبد المجيد تبون ، و هي الأهم، كيفية حلحلة الأزمة و الشارع الجزائري ملتزم بضرورة مواصلة ثورته السلمية إلى يوم رحيل كل رموز العصابة بما في ذلك من عينه رئيسا للدولة في شبه انتخابات لم يشارك فيها الشعب الجزائري بنسبة تتعدى ال 90 بالمئة حسب تقارير حقيقية تم تسريبها من ديوان الوزارة الأولى.
و العقبة الثالثة تخص الصعوبات الاجتماعية و الاقتصادية التي ستواجهها الحكومة في المستقبل القريب. خزائن الدولة أفرغتها العصابة الحاكمة و عائدات المحروقات منخفضة لدرجات جد متدنية و الاستثمارات الخارجية لن تكون في الموعد في ظل استمرار الثورة الشعبية و عدم توفر شروط الأمن الاجتماعي و السياسي في البلاد. قد يربح تبون بعض الوقت بالترويج لاستثمارات اماراتية ضخمة قد تزرع الآمال لحين و لكن عالم الاقتصاد يعلم أن استثمارات الخليجيين الخارجية لا تتعدى في معظمها مجال الخدمات و هي غير هيكلية مما يرفع من درجات خطر مسح ما تبقى من هوامش المناورة النقدية في البلاد. و المعظلة الكبرى لتبون أن الثورة الشعبية أدركت تماما أن الوقت في صالحها و أن السلطة ذاهبة في عهدة مزورة و هي يتيمة الشرعية و مكبلة الأيدي من كل النواحي.
نبيلة براهم