حرك لوح الماضي. وغرز سنه في لحم اويحيى في قضية سجن إطارات مؤسسات عمومية. الملف يعود إلى 1997. ويخص مئات الإطارات، منهم من توفي وهو محبوسا. ليستفيدوا من البراءة بعد أربعة سنوات من البهدلة.
كنا نتمنى أن تكون تلك التجربة القاسية درسا وعبرة. لكنها تكررت.
رحل ولد عباس. وخرج كما دخل، من دون موعد. كان رقما، واسم ولقب على ظرف غلاف لا يحمل عنوان. فهو غير مقيم، بل مجرد ضيف. خرج والسؤال يسبقه “من التالي؟” ذات السؤال الذي يتردد منذ شهور، متنقلا من هرم قيادات الثكنات الى هرم مجلس النواب والآن الى قيادة حزب جبهة التحرير الوطني. وقد تواصل الحاصدة طريقها، متنقلة بين الأحزاب، وإن حدث ووصلت وسط نقابة رجال المال، لن نصرخ ” يا للعجب”.
أول مرة قرأت فيها شعار “الجزائر أمانة”، اظن كان ذلك بمناسبة الحملة الانتخابية للعهدة الثانية. كنت كمن يرى اعلانا مكتوبا يلتزم فيه صاحبه برغبة البقاء في الخيمة الى آخر يوم له. وما لم أتوقعه ابدا، هو الوصول الى حالة استثنائية، ميزتها الفراغ. فالرئيس أنهكه المرض. ولا يخاطِب ولا يخاطَب. وتوقعات وزير المالية، دون التوقف عند تحذيرات صندوق النقد الدولي، تحذر من مرحلة صعبة في القادم من الشهور والسنين. ويقول بأن الحل ليس في طبع المزيد من الورق، بل هو في العمل وفي الإنتاج. كلامه صائب. وكأنه صرخة لتوظيف كفاءات قادرة على الابداع وعلى المبادرة. ولا تعتمد على سعر صرف الدولار ولا على سعر المحروقات.
لكن وسط هذه الفوضى، تنبت شجرة بين الموظفين والعمال. شجرة كونفدرالية مستقلة. دون شك ستكون محل محاولات اختراق واستقطاب. وستتكرر معهم عملية اصطيادهم عن طريق استخدام طعم التسهيلات والمنافع والاستفادات. وظني بالكونفدرالية إيجابي لأنها وهي مفتتة قاومت الاغراء قبل تعرضها للرياح. فزاد عودها صلابة. فالحاضر على خطورته يحمل في ثناياه بريق أمل تصحيح الاتجاه.
عبد الحكيم بلبطي.
hakimbelbati@yahoo.fr