رغم التشديد الأمني و حشد ألاف الأعوان الأمنية لاحباط مسيرة هذه الجمعة ، لم يفلح النظام العسكري في منع الجزائريين من الخروج بمئات الآلاف في الجزائر العاصمة. في كل شوارع العاصمة، ردد الجزائريون شعارات معادية لرئيس الأركان و سياسة الإلتفاف على الثورة الشعبية قصد فرض نظام عسكري و قمعي.
و قد عرفت الساعات الأولى من صبيحة اليوم حملة اعتقالات واسعة مست كل مواطن يسير في الشارع بالراية الوطنية أو الشمال إفريقية. و استدعى النظام، بالمناسبة، حتى الوحدات النسوية كي يشمل القمع الرجال و النساء على حد سواء.
و عند منتصف النهار، أدّى توافد الحشود بالآلاف إلى وسط المدينة، إلى تراجع الماكينة القمعية و إخلاء السبيل لانطلاق المظاهرات الحاشدة، ردد فيها الجزائريون شعارات منادية بإقامة دولة مدنية و رافضة للانتخابات كحل للأزمة الحالية. كما رفع المتظاهرون شعارات معادية لرئيس الأركان و سياسته.
و قد أغلقت قوات الأمن بأعداد كبيرة منافذ الوصول إلى سلالم البريد المركزي. فزحفت الجماهير بكل سلمية نحو ساحة الشهداء، المعقل التاريخي لكل مسيرات المعارضة في السنوات الماضية.
و عرفت المدن الداخلية نفس الزخم و نفس الشعارات رغم حملة التشويش الواسعة التي قادتها وحدات الجيش الالكتروني على الثورة قصد احداث شرخ فيها و ضربها في الصميم.
نبيلة براهم