سمع الأعمى قصة الموقوفين بتهم الابتزاز. و شاهد الأصم صورهم. دهش الأعمى ، و صعق الأصم . فقد كانت الصور لفنانين و صحفيين و رياضي ، و هم مقيدين الأيادي . لم نسمع للمتهمين صوتا. كل ما سمعناه تقارير رافقت الصور حكمت بالجرم على كل متهم برئ.
لم يفاجئني صمت وزارة الاتصال، و لا سكوت الوزير الذي عودنا في أحاديثه الصحيحة التطرق الى الاحترافية.
و لم يفاجئني صمت سلطة ضبط السمعي البصري أو سكوت رئيسها الذي كدت أن أنسى اسمه و ملامح وجهه . يعيش مختفيا في مكتبه متخفيا بين الطاولة و الكرسي..
انتظرت صاحب مقولة “القانون فوق الجميع”، فلم أسمع و لم أقرأ له شيئا ، عن وزير العدل أتحدث. قلت :” ربما انقطع التيار و لم يشاهد ما جرى. مؤكد أنه سيضع حد لمهزلة خرق القانون بالصوت و الصورة.”
الساعات تمر و الأيام تمضي.. لكن لا حياة لمن تنادي.
الشيء الجميل في عصر الصورة ، دورها في تزويد الذاكرة بخزان من المواقف. فمن عمل مثقال و لو ذرة ، أو تحدث فهو مسجل ، حتى أصبح اليوتوب ذاكرة كل نسّاي أو كذّاب . كنت أتجول بين الصور حين وقعت على صورة ولد عباس . توقعت أني سأمضي بعض المرح مع هذا البطل المغوار . ضغطت على زر التشغيل، فسمعت صوتا جديدا علي . قال :” إن ما تنعم به الجزائر الآن من كرامات ، من فيض جود ، من مدّ ، من امتداد من تطور يعود الفضل فيه بعد الله عز وجل إلى فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “. عرفت أن صاحب النص اسمه معاذ بوشارب. المهنة رئيس مجلس نواب. المناسبة ، تشكراته لفخامته بتعيينه رئيسا للمجلس. التاريخ ، أسبوع بعد واقعة “الكادنة ” أمام باب مجلس النواب . المكان الذي ألقى فيه خطبة التشكرات، حيدرة . الشاهدان، ولد عباس و الوزير عدة. عند العودة الثانية للتسجيل ، لاحظت بعض الحرج على وجه ولد عباس، ربما شعر ببعض من المنافسة من خطيب أكثر منه براعة في الخطابة و المديح ، و ربما قال ” لقد جاء من ينسيهم فيّ أنا ، و في عمارة و عمار و سي أحمد .”
اللهم أحفظ الجزائر ، فمن يؤمن بوطن الجزائر ، فالجزائر لا تموت. و من يؤمن بالقوة ، فهي تدور و لا تعرف مستقرا.. يتيه من يعبد القوة .
عبد الحكيم بلبطي
hakimbelbati@yahoo.fr