الشعب الجزائري ينزل بكثافة إلى الشارع و يضع مشروع انتخابات 12 ديسمبر في مهب الريح

خرج الشعب الجزائري في جمعته ال33 بنفس زخم الأيام الأولى للثورة التي عصفت بمشروع العهدة الخامسة و دفعت ببوتفليقة إلى خارج إطار التغطية بعد 20 سنة من العبث بمصالح الدولة و الوطن. خروج الجزائريين اليوم بهذا الزخم الكبير مراده إخلاء دواليب السلطة من بقايا العصابة المتشبثة بمناصب القرار و التفرّغ لعيش مرحلة انتقالية ديمقراطية تسيرها كفاءات وطنية لا علاقة لها بممارسات النظام البائد تفضي إلى ميلاد جمهورية جديدة تضمن المساواة بين المواطنين في الحقوق و حضوض الحصول على عمل و العيش في كرامة و عزة حقيقية.

و قد عرفت شوارع العاصمة و المدن الكبرى للبلاد تدفق سيول بشرية منقطعة النظير، حاملة شعارات مناهضة لسيلسة القمع و التخويف و الترهيب التي تتبناهى السلطة الغير شرعية من أجل تمرير مشروع الانتخابات الرامية لإعادة بعث النظام الفاسد من جديد. و حُضي رئيس الأركان، الجنرال أحمد قايد صالح، بهتافات منادية لرحيله. كما طالب الجزائريون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين و توقيف عدالة الانتقام و الردع. و أذد المتظاهرون في كل ربوع الوطن عدم اجراء الانتخابات الرئاسية في ديسمبر كما خطّط لها النظام البائس.

و في العاصمة، عرفت الثورة الشعبية موجة اعتقالات عشوائية في صفوف المتظاهرين. كما قامت وحدات من الأمن الوطني بتطويق مقر المكتب الجهوي للإرسيدي لكونه نقطة تلاقي الكثير من النشطاء السياسيين و مناضلي حقوق الانسان . هذا الانزال الأمني المكثف أمام مقر الحزب لم يمنع آلاف المتظاهرين، يتقدمهم رئيس الإرسيدي، محسن بلعباس، من النزول للشارع و السير بشعارات مناهضة لحكم الجنرالات و مشروع الانتخابات الرئاسية على طول شارع ديدوش مرادن ساحة أودان و ساحة البريد المركزي. و لوحظ إلى جانب رئيس الغرسيدي كثير من النشطاء من بينهم المغني الملتزم بوجمعة أقراو.

و في باقي المدن الجزائرية، أجمع الملاحظون أن التعبئة الشعبية تضاعفت مقارنة بالجمعات الفارطة مما يؤكد أن ميزان القوة في صالح الثورة السلمية. إن خروج الشعب الجزائري بهذا الكم يضع مشروع الانتخابات الرئاسية لديسمبر في مهب الريح رغم الحملة الاعلامية الشرسة لقنوات القطاع العام أو المملوكة لأفراد العصابة و حاشيتها الرامية عبر صور مركبة لتغليط الرأي العام و جرّه إلى صناديق الاقتراع.

نبيلة براهم