بعد 48 ساعة من خطاب قائد الأركان الذي خوّن المنادين بالدولة المدنية و الذين وصفهم بالعملاء، خرج الجزائريون بالملايين في جمعتهم الواحدة و العشرون ليهتفوا بأقوى صوتهم : ” دولة مدنية، ماشي عسكرية “، في ردّ قوي يثبت تمسكّهم بمطالهم الديمقراطية و رفضهم لسياسة التخوين و التخويف المنتهجة من قبل النظام العسكري.
و عرفت العاصمة الجزائرية انزالا أمنيا كثيفا قصد احباط عملية تجمع الجزائريين بقوة وسط المدينة. و لوحظ مئات الحافلات المقلة لعناصر الأمن و الدرك الوطني في أهم شوارع و ساحات العاصمة رغم سلمية الثورة الشعبية التي أبهرت العالم.
و بعد صلاة الجمعة، اكتسحت الأمواج البشرية شوارع العاصمة مرددة شعارات مناهضة للنظام، طالبة لوقف سياسة القمع و الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين يقبعون بالعشرات في سجون النظام، هاتفة بتحرير الشعب من قبضة الجنرالات و حكم العسكر.
و رغم شدة الحرارة الصيفية التي ميزت هذا اليوم، عرفت التعبئة الشعبية ذروة لا مثيل لها ليؤكد الشعب أنه سائر في طريق تحرير الجزائر و بناء نظام جديد لا تملي عليه لا باريس و لا القاهرة و لا أبو ظبي عناوين مخططاتها التنموية و لا توجهاتها السياسية و الثقافية.
نبيلة براهم