رغم العطش و الشمس الحارقة، خرج الجزائريون بكثافة في كل المدن الجزائرية للتظاهر في الجمعة الثانية عشر من عمر الثورة الشعبية. و ما ميّز مظاهرات اليوم هو رفع الشعب لشعارات تدعو رئيس الأركان، الفريق أحمد صالح، بالرحيل فورا.
بصوت واحد و في كل الساحات و الشوارع، صرخ الشعب الجزائري « قايد صالح، إرحل »، تعبيرا عن تذمّرهم من سياسة المماطلة في المرور إلى المرحلة الانتقالية مع ترحيل كل رموز النظام بلا استثناء
و ندّد الشعب الجزائري في مسيرات اليوم بنوايا الفريق أحمد قايد صالح الإستلاء على دواليب الحكم و تأسيس نظام عسكري مغلّف بزي مدني. و قد رفع المتظاهرون بقوة شعار « جمهورية ليست ثكنة ».
كما عبّرت المسيرات الشعبية و بصفة واضحة لا ينتابها الشك عن رفضها لخريطة الطريق التي ينوي الفريق قايد صالح فرضها عنوة على الجزائريين. إذ رفع المتظاهرون شعارات مندّدة بالانتخابات المزمع عقدها يوم 04 جويليّة رغم معارضة كل الشعب الجزائري لها.
إنّ مسيرات هذه الجمعة هي بمثابة مراسيم الطلاق النهائي بين الشعب و قيادة أركان الشعب. إن التعنت و تكثيف المناورات الرامية إلى الالتفاف بالثورة و الزج بالشعب عنوة في عمليّة إعادة ترتيب النظام القديم و المحاولات اليائسة بتغليط المواطنين عبر حملة محاربة الفساد التي استثنت كل الرجالات المحسوبة على عصبة رئيس الأركان و التي أخذت أبعاد حرب على عُصبة موازية، أدّى إلى نفاذ صبر الشعب المتعطّش للحريّة و دفعه نحو قلب طاولة الإحترام على وجه قائد الأركان.
نبيلة براهم