يبدوا أن الأحزاب والشخصيات المحسوبة على الموالاة تمشي دون بوصلة هذه الأيام، وأصبح الخطاب التهريجي هو القاسم المشترك الوحيد بين أهل هذا المعسكر.
فعدم فصل الزمرة الحاكمة في الجزائر في قضية ترشح الرئيس من عدمها جعل الشخصيات الأكثر حنكة أمثال الوزير الأول أحمد أويحيى تلتزم الصمت، وتنتظر الإشارة من قبل ولاة أمرهم. في حين فسح المجال للشخصيات المتهورة للتطبيل والتهويل للعهدة الخامسة بإطلاق تصريحات جعلت منهم مادة للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولعل هؤلاء الذين تبعوا طريق التطبيل استندوا الى خرجات الأمين العام للأفلان، ولد عباس، حيث جعلوا منه قائدا للجوق، وهو الذي بدأ بدعوة الرئيس بوتفليقة الى ترشح للعهدة الخامسة قبل أن يتبعه كل من الأمين العام للمركزية النقابية، سيدي سعيد، ورئيس منتدى المؤسسات، علي حداد، وبعض النقابات والجمعيات التي ألفت أن تأخذ نصيبها من الريع، وكذا العديد من رؤساء الأحزاب المجهرية الذين يطالبون بنصيبهم من الريع والغنائم أمثال عمارة بن يونس وبن حمو …
بالعودة الى الوزير الأول أحمد اويحيى الذي لزم مكانه ولم يظهر له أي أثر حتى في الأزمات والكوارث التي عرفتها الجزائر مؤخرا، فالرجل ترك مهمته كوزير اول للبلاد ولم ينطق حرف واحدا إثر إصابة الألاف بوباء الكوليرا، ولم يسمع صوته في الضجة التي أثيرت حول هذا الوباء، وها هو الآن خارج كل ما يحدث في البرلمان من انسداد وتصفية للحسابات وحتى الفيضانات التي أودت بحياة 4 أشخاص لم تتمكن من اخراج الوزير الأول من صمته. ويبقى الظهور الوحيد له في لقاء المستشارة الألمانية، أنجلينا مركل، أين خذله المترجم باللغة العربية وارتفع شأنه الى رئيس جمهورية في أحد القنوات الألمانية التي ضنت أنه الرئيس بوتفليقة في صورة عكست نظرة العالم للجزائر.
ومن الملاحظ أيضا غياب اسم الوزير الأول وحزبه في كل التنسيقيات المطالبة بترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وربما كل هذا يوحي أن أحمد أويحيى قرر الظهور في ثوب التلميذ المجتهد لربح ثقة الزمرة الحاكمة ليكون مرشح النظام في حال عدم ترشح بوتفليقة، وهو الخيار المستبعد كون أن السلطة استعملت أويحيى منذ الأزل في تمرير كل المخططات المتعفنة حتى أصبح يتباهى بلقب صاحب المهمات القذرة.
جمال امناي