الحرس القديم للأفلان يريد أن يوهم الشعب أن مشكلة الأفلان في قيادته الحالية فقط

خرج أمس بعض الكوادر السابقة لحزب جبهة التحرير الوطني من مغاراتهم لينادوا القواعد الحزبية بالإنتفاضة على المنسق الوطني معاذ بوشارب. و من بين هؤلاء المنتفضين وزراء سابقون و ضباط متقاعدون كانوا كوادر أيام الحزب الواحد. هدفهم إعادة بعث الحزب المحتضر من بوابة التصحيح و إعادة التخندق من جديد في المشهد الوطني.

هذه الجماعة تريد أن تسوّق للرأي العام الوطني أنّهم مع الحراك الشعبي و لا دخل لهم في مواقف القيادة الحالية. و أنّهم يريدون استرجاع القرار في الحزب لتصحيح الأوضاع و تغيير الوجهة، كأنّهم لم يعبثوا يوما بالوطن و السيادة الشعبية.

جماعة الأفلان لم تفهم بعد أن حزب جبهة التحرير إنتهت ولايته و وصلت عهدته السياسية إلى محطة النزول. لم تعي بعد أنّ المشكلة الوطنية ليست في معاذ بوشارب، كدمية وطنية، و لكن في حزب جبهة التحرير الوطني بأكمله كنسخة مزيّفة لجبهة التحرير الوطني الحقيقية يجب اقتلاعها من المشهد الوطني. لم يفهم هؤلاء و هم أكثر مسؤولية عن الكارثة الوطنية من بوشارب الذي التحق بقطار الدمار و هو يسير. لم يفهم هؤلاء أن حزب جبهة التحرير الوطني، وكر الفساد و المحسوبية و منبع اللاقانون، هو أصل الأزمة و أنه سيرحل إلى مزبلة التاريخ كباقي فلول النظام الفاسد.

إنّ محاولات جماعة الإفلان السابقة و الحالية الرجوع إلى المشهد الوطني من باب التصحيح،  لعب خارج البساط. قطار التغيير تحرك. جمهوريّة الفساد و الرشوة و الحقرة و المصالح الضيقة تلفض أنفاسها الأخيرة. و قطار الجمهورية الجديدة انطلق. جمهورية طاهرة مطهرة لن ترضى بوجودكم لأنكم نجاسة. فانصرفوا إلى بيوتكم. الجزائر الجديدة لا تليق بكم. و الوطن الجديد لا مكانة فيه للعفن.

أمياس مدور