الجمعة 40 : ملايين الجزائريين في الشوارع لاسقاط حلم السلطة في إعادة بعث النظام البائد

إنها الجمعة رقم 40 من عمر الثورة الشعبية السلمية من أجل إحداث التغيير السياسي الجذري في البلاد. الصور التي تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي قطعت الشك باليقين. الشعب الجزائري يرفض بالاجماع تنظيم رئاسيات 12 ديسمبر. عدد المتظاهرين في كل مدينة لن تستوعبه 2000 قاعة بيضاوية بحجم قاعة محمد بوضياف بالعاصمة. فما عسى أن يقول المترشحون الخمسة الذين لا يستقطبون ما يملأ قاعة بحجم اسطبل أبقار في البادية ؟

المسيرات الحاشدة التي عرفتها المدن الجزائرية هذه الجمعة تعد استفتاءا شعبيا لصالح مرحلة انتقالية مؤسسة لنظام جديد. و الأجدر بأصحاب القرار الفعلي الرضوخ لأمر الواقع و رفع راية فشل مخطط بعث النظام. أي تعنت في الموقف الرافض للإرادة الشعبية الثابتة هدر للوقت و لفرصة مرور الجزائر لحقبة جديدة تسمح برفع التحديات و الالتحاق بركب الدول السائرة في طريق النمو المستدام.

الوضعية المالية للخزينة العمومية و التحديات الجيو استراتيجية الراهنة تستدعي رجوع مراكز القرار الوطني إلى جادة الصواب و الكف عن العبث بمصير أمة بأكملها لاشباع نزوات شخصية لا تبقي و لا تذر. إن ملايين الجزائريين الذين يملؤون كل جمعة سماء الجزائر بصيحات التغيير الجذري للنظام يستحقون قدرا وطنيا أفضل يكون بمستوى تضحيات شهداء الأمس و مناضلي الحرية اليوم.

نبيلة براهم