الفضيحة الكبرى : الجزائر قد تستقبل نصف كمية اللقاح الروسي الموعود والوزارة لا تعلم بالتدقيق متى يحصل هذا

وزارة الصحة تتخبط في ملف اللقاح ضد كورونا. بعد أن سجلت تأخرا رهيبا في اجراء طلبية اللقاحات الذي أجبرها على الاكتفاء بلقاح روسي لم يقنع السلطات الصحية للبلدان المتقدمة الساهرة بجدّ على صحة مواطنيها، ها هي لا تعلم متى تستقبل الجزائر لقاحها وكم هي الحصة التي قد تضعها روسيا في متناولها.
 
يوم بعد أن صرح جمال فورار، الناطق الرسمي للجنة العلمية المكلفة بمتابعة جائحة كوفيد، أن الجزائر ستستقبل 500 ألف جرعة من اللقاح الروسي يوم 12 أو 13 جانفي كدفعة أولى، تخرج الوزارة ببيان مخالف تفند فيه الموعد الذي أعلن عنه وتكتفي بتأكيد أن الجزائر ستستقبل اللقاح هذا الشهر. وعندما نعلم أن ما بقي في شهر جانفي أيام معدودات، يتساءل عامة الناس عن خلفية عدم معرفة الوزارة لليوم الموعود بالتحديد. وهل من المعقول أن دولة بأكملها تجهل إلى هذا الحد اليوم الذي يصلها لقاح اشترته بالعملة الصعبة ؟
وبما أن الكوارث تاتي تباعا، أتت يومية الوطن بخبر آخر لا يقل حمولة من السخرية ، مفاده أن الجزائر قد تستقبل نصف الكمية من الجرعات التي طلبتها ووعدت بها الرأي العام بلسان الناطق الرسمي للجنة العلمية التي أسندت لها صلاحيات متابعة ملف الجائحة.
إن ملف اللقاحات من بين الملفات الرئيسية القليلة جدا التي باشرتها سلطة الجزائر الجديدة ، وها هي تبرز للعيان على شكل مهزلة يندب لها الجبين. ففي تخبط الوزارة هذا، اشارة واضحة لافلاس النظام الذي كان له الوقت الكافي لتقديم طلبيات لاقتناء لقاح آمن نال موافقة السلطات الصحية الناجعة وموافقة المنظمة العالمية للصحة.
وفي الوقت الذي كانت فيه الدول المتقدمة كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي، ودول أقل تقدما كالسعودية وقطر و الاردن تتدافع منذ أشهر من أجل الحصول على لقاح فايزر وبيونتيك أو موديرنا، والتحضير اللوجيستي للتخزين والتوزيع ، بقي القائمون على السلطة المفلسة ينفخون في بطونهم ويُشبعون الشعب بتصريحات كاذبة وشعارات خاوية مفادها أن الجزائر ستضع كل الموارد المالية اللازمة لاقتناء أفضل اللقاحات، لينتهي بها الأمر إلى الانصياع لاختيار لقاح تحومه الشبهات في طريقة اخضاعه للتجارب السريرية ولم ينل بعد موافقة المنظمة العالمية للصحة التي ستنظر في شأنه نهاية هذا الشهر مع عدم ضمان اعطائه التصريح بالتطعيم.
عبد الحميد لعايبي