الجزائريون يخرجون بالملايين لوقف إعادة بعث النظام و رفض خيار ” السيناريو المصري”

بدأ الجزائريون يخرجون صبيحة اليوم في كامل ربوع الوطن في جمعة تاسعة ضد النظام السياسي الفاسد الذي يريد العودة بقوة إلى المشهد السياسي.

و تكتسي جمعة اليوم أهمية قصوى حيث أنها تأتي أربعة أيام بعد خطاب قائد الأركان الذي أكد حماية المسيرات السلمية من أي قمع و من أي جهة كانت، و بعد أسبوع حافل بالتدخلات القمعية لأجهزة الشرطة التي تميّزت بخرق الحرم الجامعي و اقتياد طلبة ناشطين، قمع بعض المظاهرات في العاصمة و اعتقال عدد من المواطنين و ارتكاب أبشع عملية إذلال و مس لكرامة المواطنين بتعريّة بنات و نساء في محافظة الشرطة ببراقي. و هو عمل شنيع قابلته ردة فعل شديدة اللهجة من كامل أطياف المجتمع الجزائري و الدولي.

إن الجمعة التاسعة يراد منها تصحيح المسار الذي يريد أن يفرضه قائد أركان الجيش على الجزائريين. إن الفريق أحمد قايد صالح لم يعد يخفي نيته في إعادة ترتيب بيت النظام  حسب خريطة رسمها بيديه و التي لا تتقاطع مع إرادة الشعب الرامية إلى إحداث قطيعة نهائية مع النظام. إن رئيس الأركان أصبح يتدخل بلا أدنى حذر في المسائل السياسية و القضائية و يتجرّأ حتى على إعطاء أوامر للعدالة. و لا يخفي انحيازه لرجالات النظام الفاسد. فهؤلاء أصبحوا يتغوّلون من جديد دون أدنى اكتراث من ردة فعل الشارع. فها هو بن صالح يطلق مشاورات مع الأحزاب الموالية و يدعو لندوة وطنية قصد تشكيل هيئة لمراقبة الانتخابات. و ها هو الناطق الرسمي ينعت الشعب الذي يطرد وزراء الحكومة الغير شرعية بالاقلية التي لا تمثل شيئا و يتهجم على المنتخبين المحليين الرافضين تأطير الانتخابات الرئاسية. كلّ شيئ بدأ يعود إلى مجراه و كأن شيئ لم يحدث في أرض الواقع. و كل هذا بمباركة من رئيس أركان الجيش الذي يمشي رويدا رويدا على خطى عبد الفتاح السيسي في مصر.

و عليه، تكون هذه الجمعة بمثابة إثبات العزيمة على تحقيق القطيعة الشاملة و الكاملة التي يصبو إليها الشعب منذ 22 فيفري الفارط. إنه وقت توضيح الأمور لأصحاب القرار أن زمن إدارة شؤون الدولة من الثكنات و وفقا لمبدأ توازنات العصب قد ولّى. و أن صاحب الربط و الفك هو الشعب و لا غير.

نبيلة مدور