استحي يا أويحيى

في خطاب ديماغوجي ألقاه في حضرة أعضاء المجلس الوطني للإرندي، عاتب أحمد أويحيى المواطنين على تحميل الدولة كل الأعباء الإجتماعية. و ضرب مثلا بدول غربية يدفع فيها المواطن حتى حقوق الدفن. و لكن أحمد أويحيى تغافل أمورا عدة تجعل الفرق شاسعا بين حكومته الأولغارشية التي هضمت الأخضر قبل اليابس و حكومات الغرب التي تسهر على المسار الصحيح لأدنى فلس يخرج من خزينة الدولة. ناهيك عن نظام الحماية الإجتماعية الذي يكفل حق المواطنين.

أحمد أويحيى تناسى أن المواطن الذي يشكي الدولة مع أول قطرة ماء تغلق الطرقات و تحدث فياضانات، له كامل الحق في الغضب و محاسبته. كيف لا و دولة بوتفليقة أهدرت 1000 مليار دولار دون أن تنجز أدنى بالوعة ماء تحترم أدنى معايير الإنجاز ؟ كيف لا يشترط المواطن من “الدولة الناهبة” الحق في اللقاح و العلاج و الدولة أهدرت ملايين الدولارات في علاج شيوخها دون غيرهم من المواطنين في فرنسا و سويسرا و بلجيكا ؟ كيف للمواطن أن لا يشد الخناق على الحكومة و هي التي لم تعرف أن تسيّر المال العام و أعطت منه الكثير لزبائنها كي “ترشق به ” في الكاباريهات ؟ ماذا تنتظر يا أويحيى من المواطن الذي نخرته بسياستك الإقتصادية الفاشلة حتى العظم، و البلد أعطته كل الخيرات ؟

المواطن الذي يطلب حقه في العلاج و السكن و الأمن الإجتماعي لا ينتظر منك يا أويحيى أن تعطيه دروسا في المواطنة. فهو يقولها لك و بكل بساطة : هضمتم 1000 مليار دولار بين الأحباب، ففكّوا العقد بألسنتكم أو ارحلوا. و يومها يكون للمواطن مع دولته الوطنية كلام آخر و مقاربة أخرى.

كيف تهدرون 1000مليار دولار في مشاريع هيكليّة لم تحترم أدنى معايير الإنجاز و تطلبون من المواطن ” يزيّر السنتورة لسواد عينيكم” ؟

إن لم يكن لكم أدنى شجاعة سياسية للإقرار بالفشل، فاستحوا. و هو أضعف الإيمان.

أمياس مدور