مجرد تقديم جنرالات إلى المحكمة هو حدث. و عدم تبليغ الرأي العام بشكل رسمي ، هو حدث.
رسميا لا وجود إلى ما يشير إلى متابعة قضائية لخمسة ألوية و عقيد. و في نفس الوقت ، تُرِك الأمر للإشاعة حتى تتكفل بالموضوع و كما تشاء. لأي هدف ؟
تعد هذه الطريقة من نواقض العدل. فقد قيل عن العدل أشياء جميلة ، قيل هو أساس الملك. في حين قيل عن الاشاعة و التلاعب بالمعلومة ، أنهما من أدوات الحكم الفاسد. يقوم بغرزها في جسد المجتمع، ليسمم العقل بالشك ، و يجمد وظائف الضمير.
و التجربة القريبة منا، لأيام الطفرة المالية ، و زمن المشاريع الضخمة، أبرزت جانبا من عبقرية فصيلة من الجزائريين .
أتذكر يوما، كان احدهم يسرد قصة نجاحه أمام كاميرا التلفزيون . لم يخف أنه من عائلة فقيرة، لا ينتظر إرثا، و لا إرث ينتظره. قال “كنت موظفا” ، راتبه أقل من ثلاثين ألف دينار ( أكثر بقليل من 200 يورو بسعر صرف تلك الفترة ). بعد سرد إنجازه التاريخي، حدثنا عن أسس دولة القانون (!) و قد كان صاحبنا أنانيا ، فتحاشى أن يكشف عن سر نجاحه في اقل من خمسة أعوام؟
هذا الذكي ، يقول ما يريد لأنه يشعر براحة ظل تحميه من القانون . و مثله هم من أصبح المُعَلِّم المُلهِم الذي يجسد “الحلم الجزائري” . حلم كيف تصبح غنيا من دون جهد و لا مال و لا علم ، و بين رمشتي عين.
و حتى لا يتم اتهام العملية الجارية بأنها تكرار لما سبق ، وجب التدارك . لأن الفساد هو آفة وبائية ، و ليس وظيفة موسمية .
صلواتنا ودعائنا للجزائر بالشفاء العاجل من هذا المرض الخبيث.
عبد الحكيم بلبطي
hakimbelbati@yahoo.fr